شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان ))
ثم تحدث الأديب الأستاذ محمد حسين زيدان فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله ولي النعمة، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. لم أفاجأ بأن آتي أو أن أدعى لتكريم الأخ العزيز عبد الله النعيم، لم أكن عشيراً له، ولم أكن صاحباً له، لم أعرفه من قبل، ولكن أعماله هي التي عرفته لي وللناس جميعاً. رجل ما أبطأ به حسبه وما أبطأ به نسبه واعتز به سببه.
- أريد أن أتكلم عن النجاح.. ما هو النجاح؟ قبل أربعين عاماً كنت في بيت مكة وفي بير (1) بليلة، وكان محمد عمر توفيق بجواري يقرأ في فتح الباري، والأستاذ عزيز ضياء يقرأ في مجلةٍ ما، فإذا بالأستاذ عزيز يفاجئنا بكلمة لكاتب إنجليزي (نسيت اسمه أعتقد أنه راسين أو غيره لعلي نسيت) فأربعون عاماً تنسي. يقول هذا الكاتب: لو بحثنا عن سر العبقرية لوجدناها في ألمانيا جودة في الصناعة وعظمة في التصنيع، وأما فرنسا فسر عبقريتها الاختراعات، أما نحن الإِنجليز فليس لنا هذه العظمة الصناعية كما في ألمانيا، وليس لنا عظمة الاختراعات كما في فرنسا، ولكننا أمة ناجحة وصلنا إلى قمة النجاح؟ إذن فنحن أمة ناجحة سر عبقريتنا النجاح. من هنا أريد أن أخلع هذا التعريف على عبد الله النعيم، فأية وسيلة، وبأية عبقرية، بل بأية موهبة وصل إلى ما وصل إليه؟ إنها موهبة النجاح في كل عمل أداه كان ناجحاً حتى ولو كان معلم صبيان، وذلك شرف لا أريد أن أخلعه عن نفسي أيضاً، لأني أنا معلم صبيان. فالعمل الناجح هو سر العبقرية، لا نريد أن نبحث عن موهبة، ولا عن شهادات، ولا عن تحصيل، وإنما عن النجاح الذي وصل إليه عبد الله النعيم بهذا التطور لمدينة الرياض وبهذا التطوير لسمعة المملكة وتاريخها وآثارها لمعرض الحرمين الشريفين. لا تحسبوا أن هذا المعرض قد خلا من عمل عبد الله النعيم، ومن توجيهه، ومن بحثه، ومن مساندة له، فهو أيضاً كأنما هو من عمله رأياً وتوجيهاً وإشادة.
- من هنا أيضاً الثناء على الأمير سلمان ينبغي أن لا نختصره وإن كان ثناء سلمان فوق الثناء باعتباره الموجه وباعتباره المعين. ونقطة أخرى عند عبد الله النعيم، استحوذ على الثقة: ثقة سلمان، ثقة خادم الحرمين الشريفين، ثقة أعوانه. فلم يتبطر بهذه الثقة، لم يحلها إلى حَظْوَةٍ يرهق بها أعصاب الناس أو أخلاق الناس أو أعمال الناس. عبد الله النعيم بعيد عن التبطر بحظوة، سعيد بهذه الثقة، الثقة هي التي عملت، والحظوة والبطر بها هو الذي يفسد العمل... لهذا أهنِّئ عبد الله النعيم بالثقة.
- وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال هو: لماذا تعطيه جامعة السوربون شهادة الدكتوراة ويأتي الجواب تلقائياً. لأن باريس مدينة الذوق، فهل هناك ذوق تليد وطريف ونبيل كذوق الباريسيين؟ فهم ذواقون، وعندما تذوقوا عظمة معرض الحرمين هداهم ذوقهم إلى أن يتذوقوا قيمة هذا الرجل، فأهدوه شهادة الدكتوراة الفخرية مع أنه كان في سبيل أن يراها شهادة علمية.
 
- أهنئه وأهنِّئ أنفسنا وأرجو أن يكثر أمثاله عباقرة النجاح لا عباقرة التحصيل ونوابغ البطولة المستظهرة بما تحمل من علم. النجاح هو العبقرية كما قال الكاتب الإِنجليزي راسين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :713  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 167 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج