أرخصت قَدْري في هواك، ولم أكن |
أرخصته يوماً مع الأهواء |
وظننت أنك من عرفت: مكانتي |
وحقيقتي، ومشاعري، ودعائي |
فوجدت أني قد وَهَمْت، وأنني |
أسلمت نفسي في: يدٍ بلهاء |
رغم الذكاء، ورغم ما أحسسته |
من كل فن رائع الإغراء |
رغم العطاء: ولست من ينسى يداً |
مدت إليه: كريمة الإعطاء |
رغم الوفاء: وما مُلكت بخُلّة |
مثل الوفاء؛ وقد ضمنتِ وفائي |
رغم السعادة: إذ تزور ونلتقي |
فتضمنا في: بهجة، وسناء |
رغم الملامح: ناطقات بالذي |
في القلب تفشيه بلا إفشاء |
والصدق إن عمر القلوب تكلمت |
من غير حرف، فالحروف مرائي |
أنا لست أجحد ما أخذت ولا الذي |
في القلب من حب وفير ثراء |
أنا لست أنكر فيَّ حبك خالصاً |
من كل زيف، أو رخيص رجاء |
لكن شقيت به غراماً كاربا |
ومللت من قلق وطول عناء |
فإذا نعمت فساعة من عمرنا |
نحيا بها زمناً طويل شقاء |
وغضبت من معنى يضيق بمثله |
مثلي من الكرماء والشرفاء |
وفيتني حق الغرام ولم تفي |
لكرامتي في الحب حَقّ إبائي |
كم ذا نقضت الوعد غير كذوبة |
لكن لقلة حيلة، ومضاء |
وسكت حتى عن بلاغ هَيّن |
بالعذر فيه مطية لعزاء |
وعَذْرتُ ألف عَذْرتُ - غير مماليء - |
فالحكم فرع تَصَوُّر الأشياء |
لكن وجدتك غير عابئة بما |
نَبَّهتِ في حِسّي من البُرَحَاء!! |
أفتلك من شيم الحبيب وطبعه |
أم تلك بعض فطانة النبهاء؟! |
يا من خفضت لها جناح كرامتي |
فركبتِ في حب، وفي استحياء |
أنا إن خفضت جناح قلبي رحمة |
فالعزُّ ملء طبيعتي وردائي |
فَلَكِ الوفاءُ كما أردتِ، ومهجة |
ترعاك في البعد البعيد النائي |
والحب قد يخبو إذا لم نلتمس |
لحريقه لهباً، مديد بقاء |
أما الوفاء فشيمة وسجية |
عاشت مع الأموات والأحياء |
هو في الحقيقة جوهر تحيا به |
كل المعاني فوق كل فناء |
فإذا وَصَلْتِ: فمرحباً وكرامة |
ومحبة عُمرت بها أحنائي |
وإذا احتجبت فلا تظني أنني |
أسلوك يوماً إن حجبتُ ندائي |
* * * |