جفاءً؟ ولكن لا أقول فقد سقتْ |
فأروت، وكانت منبع الحب مُتْرَعا |
ونقضاً؟ ولكن لا أقول فقد وفتْ |
فما غادرت للشك في النفس موقعا |
وَدْلاً؟ ولكن ما تعوّدت دلّها |
مريراً فقد طابت على الدَّلّ مَنْزعَا |
إذاً! خطّة تَهْدي إلى الخير بيننا |
فنعم الضنى في سُنّة الحب مَشْرَعَا |
حنانيك! ما أشقى بها النفس خطّة |
شربتُ عليها المرَّ والصاب أدمعا |
فهل أنت مثلي؟! لا أحب لك الضنى |
فلا مَسَّ منك الشَّرُّ كَفّاً وأصبعا |
سلامة عينيك من الدمع والقذى |
إذا لم يكن دمعَ السرور وأمتعا |
إليك يمينَ الله ما خامر النُّهى |
على البعد إلا أن أزيدك موضعا |
ولاجَلَّ في عيني مكانٌ ومنزلٌ |
لغيرك إلا قد رأيتك أرفعا |
ويا عاذلي في الحب لو قد عرفتها |
- وهيهات - لم تطرق بما قلت مسمعا |
عرفتَ الورى لكن هي الحب وحدها |
وهيهات أن يرقى لها الناس مطمعا |
خذي بيميني في الحياة، فإنها |
لَعَمْرُكِ لولا أنت - تَنْداح بَلْقَعَا |
بعينك أبصرت الحياةَ فَنوّرَتْ |
وكنتِ لمعنى الحسن في القلب مطلعا |
* * * |