وقاك ربك فارحل فالعلا سفر |
ومسلك في دياجير النوى وعر |
ورحلة في ضبـاب العصـر مـا خطرت |
يوماً على خاطر قد مسَّه خور |
إذا تنقلت في الآفاق محتفياً |
يؤودك الأين والترحال والسهر |
فقد تنقلت للآداب منتجعاً |
لما رأيت الأُلى عن وردها صدورا |
فهـل لقيـت مـن الأعراب مـن أحد؟ |
وهل تهادى إلى أسماعك الخبر؟ |
أحفاد ضبَّة عن آدابهم شُغلوا |
وأصبح المال حيث السمع والبصر |
فسيف عمرو يغطي نصله صدأٌ |
ورمح عنترة العبسي منكسر |
ورُبَّ قافية غرثى مولهة |
كادت لديهم من الإِهمال تنتحر |
أحفاد ضبَّة ما عادت تسامرهم |
غير الدنانير إن قلوا وإن كثروا |
يا أيها الراحل المرتادُ معذرةً |
إذا أثير بهذا المحفل الكدر |
إني رأيت ملاك الشعر محتضراً |
وقد تسرب في أوصاله الخدر |
ونحن نجلس في المركاز شاعرنا |
كهل تجمع فيه الكِبْر والكِبَر |
لا يحسب العلم إلاَّ أنه نتف |
من الأحاديث يستحلى بها السمر |
وفتية عن سبيل العلم قد نشزوا |
فما يبالون ما قالوا وما سطروا |
لم يعرفوا الضاد حرفاً عز مطلبه |
وليس يدرون ما المفعول والخبر |
تسوروا الشعر لما عزَّ نَاصِرُه |
فأيـن لا أين مـا خطـوا ومـا نشـروا؟ |
انظر صحائفهم ينبئك ظاهرها |
بموسم القحط لا زهر ولا ثمر |