تمنّيتُها، أنْ لو تعود، وما مضت |
على بُعْدِنا عن بعضنا غيرُ بُرْهَة |
تمنيتها، والنيل ينساب صافياً |
رقيقاً، كما انسابت من القلب لهْفَتي |
تمنيتها، والأَيْكُ حانٍ مُهَفْهَفٌ |
ينهنه عِطْفَي ناعميْن بخلوة |
تمنيتها، والشمس ما زال بازغاً |
سناها وقد شابت بياضاً بصُفرة |
تمنيتها، والنور ضافٍ، فإنها |
تعاف سواد الليل بين الأحبة |
تَوَدُّ كما قد أسفر الحب بيننا |
على النّور - أن تلقي على النور جبهتي |
ومن يعشق النور الصُّراح فإنه |
دليل عليه من صفاء السريرة |
إذا كان خَفْتُ الضوء شِعْراً منمقاً |
فإشعالُه معنى لتجسيد شُعْلة |
لقد سرها إذ نلتقي بعد غيبة |
على الصبح والدنيا تموج بصَحْوة |
وأن تشهد البستان أخضرَ مُورِقاً |
ومَشْهَد لقيانا بياضٌ بخُضْرة |
أحسست لقاءَ الظُهْرِ إعلان حُبّنا |
وكادت تُحسّ الليل معنى لخِلْسة |
ولولا سحابات من الصيف أرهقتْ |
وفينا حراراتٌ كفت عن حرارة |
نعمنا بلقيانا على كل حالة |
ولكنّها اللُّقيا أوارُ المحبة |
* * * |