لقد جئتكم ومعي وَرِقٌ |
أريد طعاما |
أداري به ثورة الجوع |
أرسم وجهي بباب المدينه |
وأكتب اسمي على الطرقات احتجاجا |
وأنقل خطوي اختلاسا |
يسابقني الخوف من عسس الليل |
ينتعلون قلوب العذارَى |
وظل محاورة لم تزل |
تلوب بقلب الصحارى |
ويصرخ في داخلي ألف صوت |
ولكنني أتحاشى العسس |
رفاقي هناك أشاروا عليَّ |
بأن أتلطف.. أن أتنكر خوف اللئام |
لأقتنص الشمس عند الغروب |
وأودعها في حنايا الوسيط |
وأطوي ركام السنين |
وآتي لهم بالطعام |
فما الحل؟ |
لا لغتي تفهمون |
ولا وَرِقي تقبلون |
تحيّرت. أجفلت كالحلم عبر العيون |
وكالعربيِّ المشرَّد خلف التخوم |
تذكرت في لحظة دقيانوس |
وقبضته تتخطى الجنون |
فخارت قوايَ |
وأبصرتُ بعض دمائي |
وأشلاء صحبي تهرول |
حاسرة في العراء |
بذات الزمان بذات المكان |
وبالحفنة الأغبياء |
تحيرت.. ماذا يقول رفاقي |
إذا عدت خالي الوطاب بغير طعام؟ |
فيا للمصاب ! |
يلحُّ على الجائعين السؤال |
ويبكي الجواب |
تجردت الأرض |
فاحت بأرجائها الريح |
نوح المراعي على قدم الزمهرير |
فلا روضة تستفز الرعاة |
ولا حقل. لا من حصيد |
وأسواق أفسوس جفّت |
وغاب الزحام |
ومات الحمام |
وضاع بنجلوس بين الركام |
وضاع الطريق إليه وغام |
وأصبحت وحدي. فلا من طعام |
ولا من صحاب. وعزَّ الإِياب |
وصاحت بيمليخ بوم الخراب |
فيا تعس يمليخ |
من ذا يواريه تحت التراب؟ |