شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(ج) نماذج من شعر الدكتور محمد عيد الخطراوي
ثم ألقى سعادة الدكتور محمد عيد الخطراوي نماذج من شعره فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم.
(( يمليخ يموت مرة ثانية ))
لقد جئتكم ومعي وَرِقٌ
أريد طعاما
أداري به ثورة الجوع
أرسم وجهي بباب المدينه
وأكتب اسمي على الطرقات احتجاجا
وأنقل خطوي اختلاسا
يسابقني الخوف من عسس الليل
ينتعلون قلوب العذارَى
وظل محاورة لم تزل
تلوب بقلب الصحارى
ويصرخ في داخلي ألف صوت
ولكنني أتحاشى العسس
رفاقي هناك أشاروا عليَّ
بأن أتلطف.. أن أتنكر خوف اللئام
لأقتنص الشمس عند الغروب
وأودعها في حنايا الوسيط
وأطوي ركام السنين
وآتي لهم بالطعام
فما الحل؟
لا لغتي تفهمون
ولا وَرِقي تقبلون
تحيّرت. أجفلت كالحلم عبر العيون
وكالعربيِّ المشرَّد خلف التخوم
تذكرت في لحظة دقيانوس
وقبضته تتخطى الجنون
فخارت قوايَ
وأبصرتُ بعض دمائي
وأشلاء صحبي تهرول
حاسرة في العراء
بذات الزمان بذات المكان
وبالحفنة الأغبياء
تحيرت.. ماذا يقول رفاقي
إذا عدت خالي الوطاب بغير طعام؟
فيا للمصاب !
يلحُّ على الجائعين السؤال
ويبكي الجواب
تجردت الأرض
فاحت بأرجائها الريح
نوح المراعي على قدم الزمهرير
فلا روضة تستفز الرعاة
ولا حقل. لا من حصيد
وأسواق أفسوس جفّت
وغاب الزحام
ومات الحمام
وضاع بنجلوس بين الركام
وضاع الطريق إليه وغام
وأصبحت وحدي. فلا من طعام
ولا من صحاب. وعزَّ الإِياب
وصاحت بيمليخ بوم الخراب
فيا تعس يمليخ
من ذا يواريه تحت التراب؟
 
- وهذه قصيدة بعنوان:
(( عناقيد الثلوج الراحلة ))
يقول لي الصحب
إنك تعشق وهماً
وتحلم بالمستحيل
وتدمن حباً كَلون السراب
كمن يقبض الماء بين الأصابع
وأعرض عنهم
أعلن أني أحبك
أني أحبك، حتى الجنون
وأرفض كل الأقاويل فيك
وكل الوشايات ضدك
أصرخ بل أنتم الواهمون
فلا وهم. لا مستحيل
سأبقى على حبها ما حييت
وإن كان ما كان
أحتضن الغيب
أحمله في عيوني
لمستقبل ناضر لا يموت
وأغرس فيه شتائل قلبي
لتورق شعراً وحبّاً
وتثمر عطراً وظلاًّ
ونهراً من العشق
على ضفتيه تموج الحياة
بسحر يثير قلوب العذارَى
وينعش حتى نجوم السماء
يقولون دعها
فبينكما برزخ لا يقاوم
ترق وتقسو
وتصحو وتغفو
وتصفو وتكدر
وتُوفي لها وهي تغدر
فقلت تغاضيت عن ألم السهد
عن ثمن الدمع
والكلمات الخناجر
تجاوزت همِّي ووهج الغضب
غفرت لها كلَّ ذنب
وقاطعت فيها جميع البشر
أأهجر نبض دمائي؟
ودقات قلبي وإيقاع روحي؟
أأبرأ من نور عيني؟
وهمس ضلوعي؟
ومن نفسي النازل الصاعد؟
هي بالشمس تلفحني بالغيوم
وحمى الهجير فأرضى
وتنفحني بالضياء
وبالدفء
بالنفحة العارمة
فأرضى
وأبصر دربي وأمضي
إلى غايتي في اعتداد
وأغدو مع الطير
أقتنص الأمنيات
على شاطىء المستحيل
أضفِّر من ضوئها العسجدي
خريطة حبي الكبير
لعلَّ تضاريسها ذات يوم
تكون الهوادج
لعلي أسكن قلب الرياح اللواقح
أركض في جنبات السكك
وآتي على صهوات المطر
معي العشب والزهر والأمنيات
أروي بها البيد
أقضي على الصمت والدمع فيها
أزيِّنُها بحكايا لوصال الموشَّى
بخفق القلوب
وبالبسمات الرقاق العِذَاب
وأخنق كل دواعي الأسى والعذاب
وأعلن كل صباح وكل مساء
لكل الوجود
بأني أحبك
أني أحبك
حتى الجنون
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :657  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 160 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.