موعد الحب دعانا للقاء |
فالتقينا وعلى أهدابنا |
موعد للشوق في عرس اللقاء |
حمل النجوى إلى أحبابنا |
* * * |
كل قلب في مداه وردة |
غرقت في ألف لون وعبير |
همسها الشادي حنين. فرحة |
حلم ينساب في جفن قرير |
* * * |
فإذا المشرق والمغرب في |
صهوة العز وفي ركب الفتوح |
ناظران التقيا في هدف |
ويدان ابتنتا أعلى الصروح |
* * * |
وجناحان: جناح في الخليج |
وجناح في عباب الأطلسي |
خفقا بالحب في نجوى الحجيج |
واشرأبا فوق بيت المقدس |
* * * |
كيف لا نختال في ظل البطولة |
وهي تسمو فوق هام الزمن |
لم تزل رمز كفاح ورجولة |
راح يزهو بالجهاد المؤمن |
* * * |
كيف لا ترقص في أفيائها |
هينمات الوجد والشوق يغني |
وسنا الأضواء في أضوائها |
فيض حب وترانيم وفنِّ |
* * * |
كيف لا تشدو وفيها ائتلفت |
من جديد دعوة الحق الصراح |
تزرع الإِيمان حيث انطلقت |
وتزف الليل في ثوب الصباح |
* * * |
كيف لا تزهو؟ ألا تزهو القلاع؟ |
حين تسمو بالعُلى والمكرمات |
حينما ترفع في كلِّ البقاع |
راية الخير وتزجي البسمات |
* * * |
يا رفاق الفكر والحرف النضير |
حسبكم مني تحياتي وحبي |
كدت من شوقي إلى اللقيا أطير |
والرؤى تنداح في قلبي ولبِّي |
* * * |
والصدى من عمق أعماق القرون |
جسَّد الماضي وأحيا الذكريات |
فإذا التاريخ وضاح الجبين |
تتلاقى في سناه الأمنيات |
* * * |
وإذا الفرسان والخيل العراب |
والرماح السمر والبيض الصفاح |
تملأ الوديان حولي والشِّعاب |
وتغني في الروابي والبطاح |
* * * |
وإذا الرايات من كل اتجاه |
تتلاقى في ظلال المئذنة |
وهي نور ودعاء وصلاه |
وانطلاق في الدروب المؤمنة |
* * * |
إنها الرابطة الوثقى التي |
جمَّعتنا في لهيب المعترك |
وحدتنا في كريم المنبت |
ورعتنا في المصير المشترك |
* * * |
فانطلقنا أمة واحدة |
تحت أفياء الكتاب الواحد |
وحملناه ظُبىً راعدة |
وتباشير صباح واعد |
* * * |
يوقظ العالم يحمي بالعقيدة |
بالسلام الحق دنيا البشرية |
إنه فجر الأماني السعيدة |
وشذى الحب ونفح الأريحية |
* * * |
حسبنا أن نلتقي عبر الدروب |
بهدى الوحي وتصميم الأباه |
ليشع النور في كل القلوب |
ويرف البشر في كل الشفاه |
* * * |
يا رفاق الفكر والحرف النضير |
بورك الحرف سناء وسنَى |
لم أزل أصغي إلى اللحن المثير |
يتحدى بصداه الزمنا |
* * * |
لم تزل نجوى قباء والعقيق |
ديمة في أضلعي تنهمر |
وذرى أحد صوىً عبر الطريق |
تزدهي الشمس بها والقمر |
* * * |
لا يزال النور يهمي من حراء |
والنداءات من البيت العتيق |
تصل الأرض بأهداب السماء |
والغد الموعودَ بالماضي السحيق |
* * * |
ومواعيد انبثاق واخضرار |
تتحدى اليوم أشباح الخريف |
فغدُ الإِسلام نصرٌ وازدهار |
يستوي التالد فيه والطريف |
* * * |
قدر الرواد من أمتنا |
أن يعيشوا في مهب العاصفة |
أن يكونوا النار في شعلتنا |
وهي تمضي كالرعود القاصفة |
* * * |
فلنكن نحن قرابين الفداء |
ولنمزق كل زيف وجهالة |
فهنا من أرضنا شع الضياء |
وعلى أكتافنا عبء الرسالة |