| قالت - وقد سمعت شعري فأطربها |
| لا فُض فُوك، وتَسْلَمْ أيّها الغالي
(1)
|
| فقلت: هذا - رعاك الله لي أبداً - |
| نعم الثّواب، ولكن بعضُ آمالي |
| قالت: فحسبك ما تعني؟ فقلت لها |
| لقد علمتِ فما حاجي لأقوال
(2)
|
| لا فُض فوك - كذا - من غير تطرية |
| كأنما كنتُ أروي الشعرَ أحفالي! |
| نعم دعاؤك لي أغلى وأمتع لي |
| لكن هنالك شيء فيك أحفى لي |
| قالت: فما هو؟ قلت الحِرْزُ فانبعثت |
| ترنو وتضحك من قولي ومن حالي |
| ولوّحَتْ بيديها وهي تَغْمِزُ لي |
| بالهدب والخصر في دَلّ وتَسآل |
| وما تُرى الحِرْزُ؟ هل أصبحتُ كاهنةً |
| فقلت: في الحبّ بل محرابه العالي |
| ضعي على شفتي رُقياك تحفظها |
| من الحسود وعين الشانيء القالي
(3)
|
| قالت: رقيتُك من بُعْدٍ، وأحسبها |
| أروى لشعرك إلهاماً وأرْوى لي |
| فقلت: قد كان. أو يحلو مداعبة |
| لكنما البذل في الإعطاء أجْزى لي |
| والبذل في البعد إفشاء، وأروعه |
| ما كان في القرب في نجوى، وإجمال |
| إن كان شعري قد أرواك ظامِئُه |
| فكيف ظَنُّك بالرّيَّان من قالي
(4)
|