وحدّثتني - وقد مَرَّ الهزيعُ بنا - |
وفي التّعلل ما يغنيْ عن السّبَب
(1)
|
وكان ما ليس بُدٌّ من حكايته |
يُفْضي عن النّفس أو يُفْضي إلى الرَغَب |
وعاتبتني فقالت: لِمْ سكتّ؟ فلَمْ |
تسأل؟ وإنَّك في الأشعار تهتف بي؟
(2)
|
أتلك خُلّةُ من يهوى؟ فقلت لها |
وهل يطوف بحبّي طائفُ الرّيب؟! |
سلي فؤادك عن حبّي وأُشهده |
أنّي - رضيت به من حاكم أرب
(3)
|
لقد سألت. ولم أسكت. وحدثني |
مَنْ كنت أحسبه يروي لكم حَدَبي
(4)
|
قالت: فما قال. لكن حسبنا ثقةً |
أنا عهدناك خِلاًّ صادق الأدب
(5)
|
ثم انثنت تتلقاني دُعابتُها |
والحلو حلو وإن يَزْوَرّ بالغضب
(6)
|
وما ستفعل بعد الآن؟ هل خَبَبٌ |
إلى سريرك أم للشعر والكتب؟! |
فقلت: أيهما أحفى لديك به |
الشعر؟ أم راحةُ الجثمان من تعب؟! |
قالت: بل الشعر عندي الرّاحُ ريَّقه |
والرَوْحُ من كَبَدِ الأيام والنَّصب |
إن شئتَه زفرةً فرجّت ضائقةً |
أو شئتَه بسمةً أزريت بالكُرب |
فاشرب من الشعر راحَ الرُّوح صافيةً |
صهباء أنت أبوها. لا ابنة العنب |
فقلت: ما الشعر إلا ما نطقتِ به |
وكل ما فيكِ شعر فائقُ الطرب |
قالت: شَعَرْتَ؟ فقلت: اليومَ فاتنتي |
وقد رويت لك الأشعار عن كثب!!
(7)
|