شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الله مناع ))
وشارك الدكتور عبد الله منّاع في الاحتفاء برؤساء الأندية بالكلمة التالية:
- السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. لقد ضيق الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين ما كان واسعاً كما يقولون، وأراد أن تكون هذه الأمسية أمسية للشعر والشعراء، ولكنه في نهاية كلمته فتح لنا باباً تسرب منه السيد علي فدعق. وها أنا أفعل الشيء نفسه.
 
- أريد أن أقول في هذه الكلمة القصيرة مرحباً برؤساء الأندية في مدينة جدة ومرحباً بهم في هذه الأمسية من أمسيات الاثنينية التي اعتادت على مثل هذه المواقف الجميلة والرائدة والكريمة، أود أن أقول أيضاً أن الأندية الأدبية كانت وعاء مناسباً للحركة الأدبية في بلادنا، وليس من شك أنها أدت دورها بأفضل مما كنا نظن.
- صحيح أن لنا مطالب ولنا أحلاماً في هذه الأندية ولنا طموحات فيها، ولكن ما تم إنجازه حتى الآن يعتبر عملاً عظيماً ورائداً. بل أستطيع أن أقول أن قيام الأندية كان حلماً، ثم تحقق هذه الحلم، ثم استطاعت هذه الأندية أن تضع أقدامها على الطريق وأن تجلب هذه الأعداد الوفيرة من الحضور ومن المساهمين ومن الأدباء أيضاً. ولكن طبيعة هذه الأندية أو طبيعة الأدباء، الأدباء على ماذا يلتقون؟ يلتقون على كلمة، كالصناع يلتقون على فكرة صناعية كأي أصحاب حرفة يلتقون حول حرفتهم، ولأن حرفة الأدب هي حرفة الكلمة فلا بد أن يكون لقاء الأدباء حول الكلمة يقولونها يبدعونها، يستمعون إليها يناقشونها، يحاورونها، يضيفون إليها، وكان لا بد أن يكون الكلام هو نوع من التأليف، وكما يقولون أن من ألف فقد استهدف. ولا بد في هذه الحالة من أن هؤلاء الذين يتحدثون في الأندية الأدبية محاضرين أو شعراء أو كتّاب قصة، لا بد وأن يقابلوا بتعليقات وتعقيبات من الحاضرين سواء من الأدباء أو من جمهور المثقفين عامة، وفي تصوري أن للحوار أدباً وأن الحوار لا بد أن يكون موضوعياً.
- الملاحظ أن كثيراً أو بعضاً من هذه الحوارات كانت تخرج عن هذه الموضوعية، وإننا نريد لأنديتنا الأدبية أن تحافظ على حيوياتها وعلى أهدافها بالتزام الموضوعية في الحوار من قبل المناقشين والمعلّقين والمعقبين ونطمح في أن تتطور أيضاً أهداف الأندية.
- الحقيقة إن الأندية قامت بما يجب أن تقوم به من إقامة الأمسيات الشعرية، والقراءات القصصية، والمحاضرات والبحوث، وأيضاً النشر الشعري، والقصص، والبحوث أيضاً. ولكن لا بد لهذه الأندية أن تتطور في أهدافها، وفي تصوري أن جزءاً من تطور هذه الأهداف هو أن تعمل فيما يخص الأدباء أنفسهم، يخص مستقبلهم. الأدب حرفة قليلة المردود في بلدنا، والأدباء عادة أقرب إلى الفقراء منهم إلى غيرهم، ويقولون دائماً في كتب التراث أن فلاناً عندما يذكرون قصة حياته: أن فلاناً اشتغل بكذا وكذا وكذا، وأدركته حرفة الأدب في فترة متأخرة من حياته فمات فقيراً.
 
- هذه الصورة هي صورة جزء من الحقيقة، تحتاج الآن إلى تطوير أهدافها بأن تستوعب مثل هذه الحالة كأن تُنشئ صندوقاً للمعاشات، أو ما شابه ذلك يساعد الأدباء على استمرار حياتهم.
 
- شيء آخر لا بد للأندية أن تقوم به هو تشجيع المواهب، وبالذات المواهب الشابة التي عادة لا تجد السبيل إلى النشر، ويمكن أيضاً في هذا الإِطار إجراء مسابقات سنوية تحمل اسم مثلاً جائزة فلان من الأدباء، أو جائزة فلان من الباحثين الشعرية أو الروائية أو القصصية، وأن تقتصر على الأدباء الشبان دون سواهم، حتى نتعرف على جيل من الشباب وجيل من الأدباء نحن في حاجة إلى أن نتعرف بهم، والساحة بحاجة إلى مواهبهم.
- هذه مجالات أرجو أن لا يضيق بها صدر الأساتذة رؤساء الأندية الأدبية في هذه المناسبة، ويتعجلني قول الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين بأن هذه الأمسية أمسية للشعر ولا أدري من أين جاء بهذا، ولكن على أية حال أشكر لكم حسن استماعكم، وأتمنى لرؤساء الأندية طيب الإِقامة في جدة وطيب المناقشات في الأيام القادمة المقبلة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :518  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 154 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.