أحبائي وفي الماضي التأسّي |
على ما ذاقه قلبي المُعَنّى |
فراقكمو سيضنيني ولكن |
وجدت وصالكم للقلب أضنى |
وكم لَهِفَ المشوق إلى لقاءٍ |
فكان البُعدُ عن لقياه أغنى |
فيا لهفي على عمر تقضّى |
وكان ختامه ما كان منّا |
وقد كنّا الأحبة والأماني |
وعشنا الدهرَ أكرم كلِّ مثَنْى |
وقد كنّا النجوم بكل ليل |
وكنّا للسعادة خيرَ معنى |
نشرنا حولنا طيباً وعَرْفاً |
وَغَنَّيْنَا الورى شعراً ولحنا |
ولم نعرف لسوء الفهم درباً |
ولم نمنح لسانَ الشّرّ أُذْنا |
ولا طرق الفؤادَ الشَّكُّ يوماً |
ولا هو للوساوس كان مَغْنى |
فلا القلب المحبّ عراه ريب |
ولا أغرى به عقلاً وذهنا |
فماذا أحدثت فيك الليالي |
وأشبعت الفؤاد ضنى ووهنا |
وماذا غيّرت فيّ الليالي |
وما زلت الذي أحببتِ شأنا |
وإن عَضَّتْ علّى السّنّ حتى |
ضعفت أمامها عزماً ومبنى |
ونالك من ضنى الأيام مثلي |
نصيبٌ زاد حُبَّك فيّ وزنا |
وقد ولى الشباب ونحن روح |
تَقَرُّ ببعضها قلباً وعينا |
وتغمض جفنها عن وهم سوء |
وتبدله من الإيمان سُكْنى |
فأحرى أن نَزيد هوى وعُذْراً |
ونطردَ كل شيطان تَعَنّى |
ولا قرت عيون الحقد فينا |
ولا سعدت بما ترضاه عنّا |