وقائلة: أين الشّهود على الهوى |
فقلت: وهل بي في غرامك من نُكْر؟ |
مغالطتي في الحبّ صدرُك شاهدي |
فإن الهوى صدرٌ يُحَدِّث عن صدر |
مُريني - فلولا أن أخاف من النّوى - |
ِلأَعْبُرَ هذا البحرَ، غُصْتُ إلى البحر |
ولو أيقنت نفسي رضاك لودّعَتْ |
شهيدة هذا الأمر تصدع بالأمر |
فقالت: معاذ الله، ويحك لم تجد |
سوى الموت من شيء يدلّ على البر |
وأنكرتَ ما بي في هواك وتفتري |
عليّ وهل فوق الذي قلت من كُفْر
(1)
|
فقلت: وجدتُ الشكَ أجلبَ للهُدَى |
وأن حياةَ الموت خيرٌ من الأسر |
وهيّجْتُ فيك الصدقَ يطرد طائفاً |
من الظنّ، أو من صنع مكر بلا مكر |
ولو لم تكن إلا رؤى الشّعر بيننا |
لأنكرتُ قلبي في معالجة الشعر |
فَضَمَّت بكفيها فمي وتهلّلت |
وقالت: رأيت الحبّ يقدح بالفكر |
فقبّلْتُ كفّيْها ثناء وأوجست |
ضلوعي حَرَّ النار من وَقْدَةِ العطر |
* * * |