كفنوني فقد سئمت حياتي |
بعد عيش أغلى لَدَيّ مماتي |
نحن نستكثر القليل على الحي |
ونزجي الكثير بعد الوفاة |
ويباهي كثيرنا بجحود |
قاتل للعطاء في الأمهات |
قاتل للرجال بعد شموخ |
قاتل للبنين قبل الحياة |
نحن نسعى إلى السعادة بالهم |
ونرمي بها إذا ما تواتى |
نُحسِنُ الصمت حين يستحكم الكبتُ |
ويعلو الصراخُ عند انفلات |
عَلّ هذا سرّ الوصية بالشكران |
في ديننا كخير الصفات |
وفراغ العقول يملأ بالشك |
فراغ النفوس في المشكلات |
كفنوني فقد سئمت حياتي |
بعد عيش أغلى لديّ مماتي |
عَلَّني حين أُذْكر بالخير |
رَضِيْاه بهذه الذكريات |
* * * |
عَلّني إذْ أُفارق الأحبابَ |
يُنَدّي قبري شذى العبرات |
عَلّني إذْ أغيب عنهم بجسمي |
تتسامى روحي لديهم وذواتي |
أنا فيهم يضيع بالحلم حقّي |
عَلّني أستعيده في سُباتي |
أي ظلم للحي يجحده الأدنى |
ويقضي عليه بالتُّرهات |
ليس ضعفاً وإنما الحكمة |
أن لا تشتد حين فوات |
ذهب العمر والبواقي قليل |
فسلام على القليل الآتي |
وإذا ساء بالمقادير حظي |
في نصيبي من آخر السنوات |
فعزائي أني نعمت طويلاً |
بحياتي في أجمل الحالات |
ظللتها سعادة تعمر الكون |
بأحلى الآمال والبسمات |
كنت أرجو بها الختام ولكن |
هل توافى الأقدار بالأمنيات |
جف حتى المُنى على رفرف القلب |
وجف الجمال في النظرات |
والأماني أحلام حيّ ولكن |
لا مكان لهن في الأموات |
وإذا يعمر الجمالُ نفوساً |
شع منها الجمال في كل ذات |
وإذا فارق الجمالُ قلوباً |
أظلم الحسنُ في العيون الموات |
يا أحباي لو قَدْرتُم فراقي |
هان ما تحسبونه زلاّتي |
يا أحباي لو قَدَرْتُمْ فراقي |
كانت السيئات كالحسنات |
علم الله ما تغيّر قلبي |
وسِماتي ما زِلْن هُنّ سِماتي |
أنا بالحب التمس العذر |
لما بيننا من الفجوات |
كم سعدنا به زماننا طويلاً |
وسنعلو به على الأزمات |
وسنحيا به وفاء وعهداً |
ظِلُّه وارفٌ على كل آت |
أنا أرضى أحكامكم بعد موتي |
ليتكم تصدرونها في حياتي |
* * * |