لي حديث دعني أقله صريحاً |
واستمع لي - بكل قلبك - فيه |
إنّ لي في هواك معنى ومعنى |
فيهما ما نعي، وما لا نعيه |
فاجتماع القلوب من عَمل اللـ |
ـه، وبعض الأسباب قد يخفيه |
وارتباط بالفكر والفن |
- وهذا أسمى الذي أدريه |
كم تمنيت لو يكون الذي نعـ |
ـلم صِرفاً من كل غيب خفي |
كم تمنيت لو رأيتك بالحب |
جليَّاً كما أرى كل حي |
وإذا كان للغرام عيون |
كلسان الهوى وقلب الشجي |
كلهم مرهف الشعور حيي |
فغرام (الخليل) فوق الحيي |
قال هلا أريتني كيف يا رب |
تعيد الحياة في الأموات |
لم يكن قالها ارتياباً ولكن |
"محنة العلم" في قلوب الثقاة |
ورأى الله إن في العلم نوراً |
يتغذى به الهدى في الهُداة |
لا يزيد الإيمان إلا يقيناً |
وهو عند الدعاة سر الدعاة |
قال يا رب قد رجوت لأهوا |
ك مزيداً ويطمئن فؤادي |
وهو من خصه الحبيب بوصف |
في مقام الوصال كالإفراد |
أي معنى أراده الله بالآ |
ية يجري فيها عليه مرادي |
كم تمنيت أن أراك كما أنـ |
ـت بما فيك من خفيّ وبادي |
كم تمنيت أن أحبك كالصـ |
ـبح، كرأد الضحى، كنور النهار |
وتمنيت أن يكون فؤادي |
لك داراً وفي فؤادك داري |
وتصورت ما تمنيت يوماً |
واقعاً صار في مداه مداري |
وإذا بي أراك لا مستقراً |
داخل النفس أو مقيماً جواري |
تَلِجُ القلب تارة بمعانيـ |
ـه وتنفك مرة كالفرار |
وأرانا برغم هذا وهذا |
في وصال من الهوى كالإسار |
ساعة نستحبه بفؤاديـ |
ـنا اختياراً يجري بغير اختيار |
ونعانيه ساعة بمعانيـ |
ـنا فترقى على جَدى الاختبار |
وسنبقى مدى الحياة حبيبـ |
ين، أشئنا، أم شاءت الأقدار |
ذاك معنى الوفاء في شرعة الحب |
- تسامت به النفوس الكبار |
نتخطى به الكثير من الخُلْـ |
ـف، وتهوى فيه المعاني الصغار |
غير أني وددت لو صدق الغيـ |
ـب فؤادي وانجابت الأستار |
يا حبيبي بكل ما فيك من |
معنى محبتي ووفائي |
فيك أحببت خِصْلَتَيَّ ولكن |
ضاع في غمرة الغرام ذكائي |
قد كرهت الذكاء يعبث فيه |
أملُ الحب أو حبيبُ الرجاء |
أنت علمتني وما كنتُ بالجا |
هل ما بي من غفلة الأذكياء |
لم هذا الذي صنعت وما كا |
ن بمجديك من صنيعك هذا؟! |
ثم ماذا أردت بي من معانيـ |
ـه أجبني قل لي بربك ماذا؟! |
لو صدقت الجواب حتى بما أكـ |
ـره، ألحقت قدرك الأفذاذا |
ورضيت الذي تمرغ بالحب |
يقيني فيه وضاع رذاذا |
فأراني أرى الذي كان قد كا |
ن وإني أولى بمعنى العتاب |
لا أداجيك فاتهامي لمغزا |
ك بريء من كل أمر مُعاب |
أطيب الظن أنه عبث الجد |
- بقلب متيم بالعذاب |
وفراغٌ يُروي الفراغَ سلواً |
عن معان تعيث بالأعصاب |
أي سلوى أضاعت العمـ |
ـر زماناً يجري وراء زمان |
أي معنى ضاقت عليه معاني |
- فتاهت من حولهن المعاني |
وأمان على بقايا أمان |
تتداعى إلى قبور الأماني |
فليعش حبنا إذا غارت الـ |
أحلام عنه في حفرة النسيان |