عرفتُ الذي تَلقين يا عبل في الهوى |
فطامن هذا عِزَّتي وعنادي |
وكيف تكون الأم ما بين قلبها |
وفلذتها حيرى هوى وفؤاد |
عرفت جنون الشيخ في حب طفلة |
أضاع عليه الحب كلَّ رشاد
(1)
|
فجانب حكم العقل في حكم قلبه |
وأنَّى لشيخ في الهوى بسداد
(2)
|
تَصَبَّرَ عمرا - والغرام أميرُه - |
وأدرك أن العمر وَشْكُ نفاد |
فأشبه أفعال الغريق بفعله |
يَجُرُّ إليه المنقذ المتنادي |
إذا غلب المرءَ الهوى ساء ما يرى |
وساء صنيعاً، في فساد مراد |
وفي الشيخ ضعف قد تكاءده الهوى |
وللحب أعباء تطير بأكباد
(3)
|
وفي خَرَف الأشياخ عذر لمثله |
فدعيه بالحنى وطيب قياد
(4)
|
وربة ذي فضل قديم أضاعه |
بِمَنٍّ وإيذاء ونهج فساد |
صبرت نعم صبر الكرام على الأذى |
فلا تسأمي العقبى لطول جهاد |
أرى الشر ما صاولته في تدبر |
تبدد أو أهملت حِلْفَ تماد |
رَكَنْتِ إلى الحسنى فلا تسأمينها |
لحقك يا حسناء خير عماد |
ولله في ما شاء من أمر خلقه |
قضاء خفيّ نافذ لمعاد |