شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم تحدث الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين رئيس النادي الأدبي بجدة مشاركةً في الاحتفاء بضيف الاثنينية فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك ربي حمداً يليق بجلالك ومقامك لا أحصي ثناءاً عليك.. أنت كما أثنيت على نفسك. وأصلي وأسلم على خير خلقك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
- لعله يكفي أن أقول آمين على ما قاله أبو الشيماء في كلمته الجامعة. وأقول إن الوظيفة العامة أمانة، وقد أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملن الأمانة وحملها الإِنسان لأنه ظلوم جهول.. ظلوم لنفسه.. جهول بحفظ الأمانة وتكاليفها. ونعرج على شوقي مع شاعرنا الأستاذ علي أبي العلا فنقول:
شباب قُنَّعٌ لا خير فيهم
وبورك في الشباب الطامحينا
 
- والأستاذ ربيع من الشباب الطامحين، وله من اسمه نصيب كبير. أريد أن أرجع إلى الوراء عشر سنوات، أو بضع عشرة سنة، بضع عشرة سنة إن صح هذا التعبير، فقد زرت الأستاذ الدكتور ربيع وهو في صندقة أو كشك في الكيلو السادس، وقد حمل مؤونة مدينة جدة في امتداداتها المختلفة ليكون مسؤولاً عن جهازها الهاتفي، ولم تتح له البيروقراطية الإِدارية أن يتصرف بتعيين، أو فصل فراش فكيف يبني مدينة بهاتفها وببرقياتها وبما يتبع هذه الوسائل الحديثة؟
- والمدينة تغط بالسير أو الامتداد في أطوالها شرقاً وشمالاً وجنوباً وغرباً إلى البحر. وأنا ليس لي مطالب كثيرة، فمطالبي هاتف ربما لي أو للمصلحة التي أعمل فيها كمؤسسة البلاد وعكاظ في ذلك الوقت. وقد تكون بزيارة عابرة لكتابة موضع عن شاب اختير لهذا المكان، وأريد أن أعرف موقعه ودوره كما ينبغي أن يؤدى، وكيف يستطيع أن يعمل. وكتبت موضوعاً لعل عنوانه "رموك في البحر وقالوا لك إياك إياك أن تبتل بالماء"، فأنت رجل وضعت في مسؤولية، ولكنك لم تعط المسؤولية، فكيف تستطيع أن تعمل؟ وكيف تستطيع أن تبني؟ وكيف تستطيع أن تجابه ما حملت وقبلته؟ وعمل الرجل واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً بفضل الله، ثم بفضل طموحه واجتهاداته وعمله وجده وكده. وقد استفاد في هذه السنوات الطوال بين دراساته وبين عمله. والحياة أكبر جامعة يتخرج فيها الإِنسان. كسب الخبرة وحقق النجاح وأدّى العمل وهذا شيء كثير. ومن طبع الحياة أن يحل الابن محل الأب والعم والخال في هذه الوظائف، وهذا الوظيف، وأن يعملا معاً جنباً إلى جنب، ليذهب سلف ويأتي خلف، وهكذا طبيعة الحياة والكون كما أرادها الله سبحانه وتعالى. لا أريد أن أضرب الأمثال على ما ينبغي وعلى ما لا ينبغي، فهو يدرك وأنتم تدكرون هذه الأمانات، وإنما ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون عوناً للعاملين، وأن يسدد خطاهم، وأن يقدرهم على أن يعملوا ولا سيما في بيت الله وحواليه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
- وهم قادرون حينما يحسنون العمل، وحينما تخلص النيات، وحينما تتحقق دعوات الآباء، وحينما تتحقق دعوات المظلومين أو دعوات المطحونين الذين يسعون وراء أوراقهم لكي يحققوا أقل القليل من تبعات الحياة ومن متطلباتها. والحياة كلها مشاكل. والحياة عمل، وقد أمرنا أن نعمل. قال سبحانه وتعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. أتمنى للدكتور ربيع وقد بلغ أشده واستوى، فقد وصل الأربعين، ولقد رأيت على وجهه خضاباً الليلة لم أره من قبل، ولعل ذلك من هموم الحياة ومن هموم العمل. فلا أصعب في تصوري من أي عمل فيه مقابلة للجمهور، الذين يستطيعون أن ينجحوا في هذا العمل هم كبار في نفوسهم، وفي قدراتهم، وفي تحملهم، والضغط على أعصابهم لأن مطالب الناس لا تنتهي ولأن رضاهم غاية لا تدرك كما قيل. أشكر أخي الأستاذ عبد المقصود على هذا الامتداد في الاحتفاء والتكريم، وأتمنى لأخي الدكتور ربيع المزيد من النجاح ومن العطاء، وأرجو من الله سبحانه وتعالى له العون. فهو الذي يعين، وهو الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :508  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج