إذا قَصَّرتَ في حق لحيّ |
رَجَعْتَ إليه تلتمس اعتذارا |
فكيف إذا تقصر في حقوق |
لمن خلق الدجنة والنهارا
(1)
|
ومولاك الذي سوّاك مما |
تدفق في الأجِنّة مستثارا |
تسرب غير مختار - فمنه |
يضاع ومنه ما بلغ القرارا |
فصرت ببعضه في الناس حيا |
تناسى خلقه، وطغى صغارا |
إذا واتته سَرّاءٌ وريف |
ظلال نعيمها استشرى وجارا |
وإن مسته ضراء بلاءً |
لقدرته من الجبار ثارا |
وزمجر ساخطاً - في غير وعي - |
على فلك بأمر الله دارا |
وراح وراء مخدوع الأماني |
لدى الإنسان يلتمس الجوارا |
فضل وَرَبِّ هذا الناس سعيا |
ومَن من دون خالقه أجارا؟!
(2)
|
وخاب الطالب الغرير ظناً |
ومن يهمو تمسح واستجارا |
أبعد الله نلتمس الموالي |
ونحسب في الرجوع إليه عارا
(3)
|
وما والله كل العار إلا |
مدارك حول من ضلّ المدارا |
يقامر بالأمانة والأناسي |
ولا يخشى المعايب والبوارا |
وكل مناه في الدنيا حقار |
يراه الغاية القصوى حقارا |
ويوم الله - وآيمُ الله - آت |
سيصلى الظالمون لديه نارا |
ويَلْقَوْن الذي اكتسبوا اجتراء |
على حرماته أمسى خسارا |
فكن بالله لا بالناس إن ما |
طلبت العزة العلياء دارا |
* * * |