| لا الأصل يؤثر من ظنوا ولا الحسب |
| فلا الثقافة، لا الأخلاق، لا النسب |
| فكل ذلك فيها فاق من حسبت |
| فيها الذي حسبت، والكل ينتصب |
| ولا الجمال وإن ولَّى الشباب فما |
| قد خلَّف الزين يغني ما غنى الأدب |
| ولا الغرام، فما تحظى به أبداً |
| من زوجها، فوق ما قالوا وما كتبوا |
| ولا العيال، فمن قد أنجبت صور |
| من خير ما أنجبت أم وما تهب |
| ولا الحفاوة من أهل لتعوزها |
| ولا الحفاوة من صحب ومن صحبوا |
| وحظها من نعيم العيش في وطن |
| وغربة فوق من غَرّوا بما اكتسبوا |
| وأهلها الأهل: ماضيهم وحاضرهم |
| وزوجها الذكر والتاريخ والنشب |
| وبيتها الحب ظل وارف أبداً |
| وللجمال على أعطافه سبب |
| فأي موغرة للصدر تنهشه |
| فيها إذا نهشت صدر الألى كذبوا |
| ونفسها - قبلها أو بعدها - سلمت |
| من كل حقد، فلا هَمٌّ بما حسبوا |
| لا هَمَّها المال، لا الدنيا بما حفلت |
| برغم ما حظيت منها كما يجب |
| والعمر يشهد - ربع القرن - ما كذبت |
| أو حَرَّفَتْ كَلِماً أو شابها لَغَبُ |
| والمرء ما عاش تاريخ وفلسفة |
| لولا التواريخ ماذا أبقت الكتب |
| والأهل والصحب والأيام شاهدة |
| إن صانهم عن هوى الأكباد ما ارتقبوا |
| فكلنا للقاء الله مرتقب |
| إن طال عمر بنا أو غَذّ مُقْتَضَب |
| * * * |