عرفتكَ فاجتنيتُ بك الكمالا |
وأكبرت الرجولة - والرجالا |
وعاتبت الزمان على شباب |
ترحل خالياً. ومضى وزالا |
أأحرم من لقائك وهو عندي |
أحب من المنى وأعز حالا |
فأين أضعت أيامي هباء |
وكيف قتلت إلهامي اغتيالا |
لمن هذا البيان يفوح عطراً |
إذا ما الحب جال به وصالا |
ولم يشهد لإبراهيم وجهاً |
ولم يسمع برؤيته مقالا |
ولم يسمعه عن قرب خبيراً |
ولم يسأله عن كثب سؤالا |
فيا من زاد آمالي يقيناً |
بأن الفكر عرف الزوالا |
أعرني منك بارقة تجدني |
ببيت الشعر أقتحم الجبالا |
وصلني بالمعارف إن رأياً |
كرأيك يلهم السحر الحلالا |
نحبيك من بقايا الأمس شعراً |
وممن شاخ معظمهم ومالا |
رعيل الساهرين على القوافي |
عطاء وابتناء وارتجالا |
ونحن من الألى عجموا المعاني |
مبرحة وما عرفوا الكلالا |
وردنا جنة الفصحى خِفافا |
وعدنا من مواسمها ثقالا |
ومن أنفاسنا انطلقت لحون |
جرى ماء الحياة بها وسالا |
فيا رمل الحجاز تركت قلبي |
يرفرف كلما ذكر الرمالا |
أينسى خاطري وجهاً كريماً |
عرفت بظل نخوته الدلالا |
وأنزلني على كرم محلا |
تأنق مربعاً وحلا ظلالا |
أإبراهيم لا تلم اختصاري |
فإن سناك أذهلني فحالا |
تزاحمت القوافي والمعاني |
ببالي فافتقدت لها العقالا |
* * * |