يا من أراد الظن فاستنكرت |
عليه حتى الظن أخلاقه |
وصارع الإنسان في ذاته |
إنسانه الصافي وأعماقه |
ورقرق الجوهر في حسه |
جفونه الحيرى وآماقه |
إن حارب الحب بأوهامه |
فالحب لا يخضع عملاقه |
أو خانه النبض ودقاته |
أو حنّ للسلسل دفّاقه |
فلن يرى في ذاته غيرها |
ذاتاً هي القلب وإشراقه |
يا من رأيت الوهم في عينه |
والوهم قد يبرق براقه |
أما الهوى الحي وإحساسُه |
فلن تضمُ الدهرَ أحداقُه |
كم مشهد مستغرق هو له |
يجلو غموم الهول أطراقه |
والسحب منذ جمجم مزحومُها |
زحزحها المزن ورقراقه |
والدمع في الحيرة لا يأتلي |
يخضخض القوة مفراقه |
والعجز عن صد النهى عزة |
فالحب لا يحمد سباقه |
ومن يجل فيه إلى غاية |
فإنما الغاية إخفاقه |
الحب كالطير بآماله |
أجواؤه الدنيا وآفاقه |
الله في الحب وفي سره |
فالله راعية وخلاّقه |
الرحمة الكبرى وإظلالها |
والدين والعهد وميثاقه |
ومن يفق من نشوات الهوى |
تطل بلاويه وإشفاقه |
ولن يذوق الصفو إلا فتى |
خفت على البأساء أعراقه |
على المعاني البيض في حسها |
أمراسهُ شدت وأوثاقه |
كرائم الدنيا وخمر المنى |
نفائس الصفو وأعلاقه |
أوطانه الأغصان مخضلة |
أودية يقوى بها ساقه |
والروض كل الروض في مأمن |
تصد فيه العمر أرماقه |
لا ماؤها رنق ولا سبرها |
خوف يفيض العيش إرهاقه |
قد سالمت حتى وحوش الفلا |
والوحش قد تحسن أذواقه |
والوحش في الإنسان يا هوله |
لذَّاعه يكوي وحراقه |
وإن ظلم الحي في حيّه |
شر يهد الحيل أطباقه |
* * * |