أيها الغائب القريب سلاماً |
شاهد أنت دائماً - فيّ حاضر |
علم الله أنها لم تغادر |
صورة منك ناظري والخاطر |
وعيون الفؤاد، أمدى مجالاً |
من عيون تحدهن المناظر |
ولو أن المدى لكل عيون |
غيره عند غيرها، كالظاهر |
أنت أمدى مني مراء ورؤيا |
ولعلي بذاك، حظي وافر |
فبهذا أدنو إليك نجياً |
ويوافيك باطني في السامر |
فتراني وقد تكشف سري |
وإذ انجابت الغواشي السوائر |
تتبدى روحي إليك فتبدو |
خلعت عندك الغطاء الغامر |
أتراها وافتك في مشهد الحـ |
ـق، وألقت إليك بعض الخواطر |
أم تراها تقاصرت عنه بالعجـ |
ـز وللعجز من فؤادك غافر |
ليت لي مثل ناظريك فأحظى |
بكثير مما تدس المظاهر |
إنها فسحة الفؤاد فليتني |
كنت في فسحة الفؤاد العامر |
أيها الشاهد البعيد كفاني |
عن كثير الكلام أنك ناظر |
أنت في خاطري وعيني والقلـ |
ـب، وكل على مرائيك ساهر |
* * * |