لحن من الخلد "إبراهيم" أشجاني |
اللحن لحنك والأشجان أشجاني |
يا شاعراً قد صبا قلبي لجوهره |
لقد سبى الروح مني لحنك الحاني |
ترق حتى أرى الأنسام تسكرني |
وحين تعنف عصف الريح يغشاني |
ووارف من ظلال منك يشملني |
فلا أكاد إذا بي عبر بركان |
عشقت فيك غضوباً ليناً لَبِقاً |
إني وحقك أرضاني النقيضان |
متى بربك تبدو عابساً لأرى |
ما المستحيل بوجه زاد إيماني |
حَمَّلْتَني طاقةً "للمصطفى" جمعت |
إلى حسان المعاني شعر "حسان" |
أهديتُ ما دبجت كفاك روضته |
فكان رِيَّا لولهان وهيمان |
وكنت أول من رواه سلسله |
فخلت أن رسول الله أدناني |
وهل يرد رسول الله قاصده |
من يا تراه إذن للقاصد العاني |
جمعت كل جمان الشعر تنثره |
دراً تشكل في لحن وأوزان |
حتى القليل الذي أسمعته أذني |
زكا بسمعي فأرضاني وأغراني |
كنت "المعري" حكيماً و "الشريف رضاً" |
وأنت "كالمتنبي" و "ابن حمدان" |
ما زلت بالشعر تغريني وتطربني |
حتى اتخذتك أوتاري وعيداني |
أسلفتني درة ما زلت أحفظها |
للنبل والفضل عندي خير عنوان |
وقد عرفتك أزكى من زكا وسما |
خلقاً وقدراً ونبلاً بين إخواني |
جعلت دارك روضاً للأديب وكم |
يلقى الأديب لديها عُشَّه الهاني |
في ندوة يلتقي فيها ذوو أدب |
من كل قطر فمن قاص ومن دان |
آخيت بينهمو في ألفة ورضى |
حتى تلاقى على الود الشتيتان |
يجري النقاش وقد يحتد بين أخ |
وآخرين فيعلو رأيك الباني |
كالبلسم الحلو يأسو ما عساه بدا |
من الجراح لمحتدٍّ وغضبان |
عذوبة وصفاء ما عرفتهما |
في غير عذب نقي منك رواني |
أتحسب الشعر عندي ما يطرزه |
أهل البلاغة من وشي وعقيان |
لا يا نبيل القوافي. إنه خلق |
بان وقوة إيمان وإيقان |
حويت فينا خلالاً كلها مثل |
لذي بيان وذي جاه وسلطان |
إليك مني تحيات ترددها |
سواجع الطير ما لاح الجديدان |
* * * |