شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ سعيد السريحي ))
وشارك الأستاذ سعيد السريحي في الاحتفاء بالشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل بالكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم. هي رغبة من أستاذي الكريم عبد المقصود خوجه في أن أتحدث هذا المساء. همس قائلاً سيكون لكلمتك معنى وشغلني بالبحث عما يمكن أن يكون لها من معنى عما يمكن أن أعده من حديث. وأتساءل أي معنى يمكن لهذه الكلمة؟ ألأنها تترامى من رجل يعد في الشباب إلى رجل يعد في الشيوخ. إن كان ذلك كذلك، فقد عرفت في أستاذي الجليل أبي عبد الرحمن بن عقيل شاباً أكثر حماساً للشباب منهم، وعرفت في أستاذي الجليل شيخاً أكثر حباً للشيوخ منهم لأنفسهم.
- عرفت أستاذي الكريم في مجلة التوباد حريصاً متابعاً مرهقاً لنفسه ولمن يعمل معه، فهو مُتعَب ومُتعِب في آن واحد. وعرفته يصدر العدد الأول بانتصار للشباب لا ينبغي لهم أن ينسوه، وهو موضع من يستشهد به وبحجته. غير أني أؤثر أن أختصر شيئاً من القول في مسألة تنتمي للثقافة التي يترامى إليها الشيخان أبو عبد الرحمن بن عقيل وأبو تراب الظاهري وهي الثقافة الأندلسية، ذلك أن الظاهرية التي انبثقت من ابن حزم كانت جزءاً من ثقافة متكاملة، كانت الأندلس تصحح بها الثقافة المشرقية وتعيد طرحها من رؤية استطاعت من خلالها ثقافة المغرب أن تقف مناهضة ومصححة للثقافة المشرقية.
- إن يكن ابن حزم قد صحح النظرة إلى اللغة عندما وقف على ظاهرها فإن ذلك يأتي في سلسلة من الرجال، فابن خلدون مثلاً قد صحح علم التاريخ حينما أكد على ضرورة الوقوف على السند والتحقق من صحة الروايات، وقد سخر في مقدمته بكثير مما كان يأخذ به المشارقة في علم التاريخ.
- وإلى جانب ذلك كان ابن مضاء القرطبي. وقد تطرق له الأستاذ الكريم عابد خزندار مصححاً للنظر إلى اللغة وفي مقدمة كتابه "الرد على النحاة". ففي مقدمة الكتاب تحدث كثيراً عن أن النحاة قد خلطوا بين الجيد والرديء، فنهض هو ليخبرهم الصحيح من الخاطئ في مقولاتهم، فكان النحو الأندلسي تصحيحاً في النظرة إلى النحو الشرقي، أو تصحيحاً لنظرة النحو الشرقي إلى اللغة.
- في مجال البلاغة نجد السلجماسي مثلاً يعيد ترتيب أبواب البلاغة والبديع بالذات في كتابه "المنزع البديع إلى علم البديع". هنا تقف هذه الثقافة المغربية، أو الأندلسية لتصحيح ثقافة المشرق. لعل ذلك بقدر ما يؤصل انتماء الشيخين الجليلين أبي تراب وأبي عبد الرحمن بن عقيل إلى ثقافة تصحيحية كهذه الثقافة، فإنه يلقي على كاهلهما عبئاً ليس باليسير، إذ أن من حقنا أن نتساءل ومتى ستقومون بما يمكن أن تنهضوا به من تصحيح لأشياء كثيرة تحتاج إلى تصحيح ممن يدرك قيمة العلم؟ وشكراً جزيلاً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :575  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج