هو النيل يجري بارك الله مجراه |
بخير، فمن لم يكرم النيل مثواه |
وردناه نستسقي فروّى عروقنا |
حياة، وأروانا بطيب سقياه |
وطابت لفلكي حين يَمَّمْتُ شطره |
مساربه، فاختار في النيل مرساه |
هبطت ضفاف النيل مستروحاً بها |
فأقرى، فوفى، ما أبر وأقراه |
نعمت به مسرى ومرسى، فسبحه |
ذلول، ومرساه لطيف كَمسْراه |
جرى صافياً حلو المذاق، فأهله |
حريون أن يصفوا صفاء سجاياه |
ولي بينهم أهلون.. أهلٌ قرابة |
وأهلٌ حباني النيل فيم هداياه |
هم الأهل لا يشكو الغريب بأرضهم |
ضياعاً، ويحيا بينهم خير محياه |
ويلقى أخوهم في العروبة أخوة |
حريصين أن يلقى الذي هو يرضاه |
إذا كان من وراد علم فوِرْده |
نمير، ما ألذّ، وأشهاه |
وإن جاء يبغي نشوة ملء نفسه |
فثمة منها ما يريد ويهواه |
ومن أمَّهم في أيّ منحى يَهُمُّه |
(فمصر همو) ريّا الرحاب بمنحاه |
ولله في الوادي الخصيب بدائع |
حبته فخصته بذلك كفّاه |
وفي جنبات السّرْح وُرْقٌ هديلها |
تنهنه أعطاف الخليين نجواه |
شجتنا - وقد غَنّت - فإنّ لشدوها |
بكل فؤاد مَسْرَباً من حناياه |
(حمام) الحمى الشادي يا فنان دوحه |
رعى الله مغناه وبارك مغداه |
سقانا فأروانا فأسكر حِسّنا |
فغشَّى فأهدانا جميل مزاياه |
صديقٌ صفت منه السريرة فانثنى |
يرى الناس من مرآة جوهر معناه |
* * * |