على صفحة النيل المبارك مغناه |
بربك أكرم أيها النيل مثواه |
ولا تجر إلا قوة في عروقه |
ولا تسر إلا صحة في حناياه |
وأرسل عليه نسمة بعد نسمة |
لها رقة تحكي رقيق سجاياه |
وكن مسبحاً يا نيل سهلاً لفلكه |
ذلولاً لمجراه حفياً بمرساه |
ألا لو عرفت الضيف أصلاً ومنصباً |
فإنك مَزْهُوُّ بضيفك تَيَّاه |
فتى صيغ من حب وبر ورحمة |
وشف عن القلب الشفيف محياه |
فتى أنبتته أرض مكة طاهراً |
فمكة مرباه وزمزم سقياه |
وكان أبوه عَيْلَمَ العلم والتقى |
وما كان إلا في رضا الله محياه |
وحدثني أهل الحجاز بفضله |
وكم شنَّفت سمعي هنالك ذكراه |
وأبقى على الدنيا هدايا كريمة |
وقد كان (إبراهيم) خير هداياه |
هنيئاً لإبراهيم مكسوب مجده |
وما كان إرثاً من جليل مزاياه |
فلم أر وُدّاً ثابتاً مثل وُدِّه |
ولم أر قربى برة مثل قرباه |
دعتني فأقرتني بمكة داره |
وفي مصر لي منه قِرى لست أنساه |
وإني لأدري موضعي من فؤاده |
ويعلم أني ملء قلبي أهواه |
وأسمع منه الشعر حلواً فأرتوي |
ويسمع مني أي قول فيرضاه |
له منصب في دولة الشعر ما درى |
به نابغ في الشعر إلا تمناه |
أبا (حمزة) هذي تحية مخلص |
يصون جميل الأكرمين ويرعاه |