| أيها الحفل كرِّمِ الظاهريَّا |
| واكسه بردة المديح حفيا |
| إن من حقه علينا جميعاً |
| أن ينال التبجيل منا رضيا |
| ولئن أكرمته دعوة خوجه |
| فلقد كان عندنا ألمعيا |
| عرفوا قدره فكان مكيناً |
| واسع الشأو لم يكن مخفيا |
| همه حبكة التفاسير علماً |
| ينتقي منه نقدها العبقريا |
| فلكم بات فيه حلس
(1)
طروس |
| فأتى الينع مستطاباً جنيا |
| عالم فاضل نبيه لبيب |
| غاص في بحر علمه لؤلؤيا |
| وأتى بالجياد نقباً ونحتاً |
| وأتى بالحسان بحثاً ذكيا |
| بهر الناس علمه وحجاه |
| حين يجلو من الغوامض شيا |
| بَزَّ أقرانه بثاقب فكرٍ |
| سمع المشرقان منه الدويا |
| فطن ماهر يفوق كثيراً |
| من بني عصره بعلم حميا |
| صائل جائل يغيظ عداه |
| حجة دامغ يباري كميا |
| ربما رأيه أثار نزاعاً |
| عند من دونه فيحسم كَيا |
| إن رأي الخصم بقبقاً
(2)
وطريراً |
| جعل الرد فيه وخزاً قوياً |
| ويميط اللثام بعد عراكٍ |
| فيجيء الكلام لحناً شجياً |
| أُشْربَ الحزمُ فيه حب ابن حزم |
| فهو ثاني أبي تراب فتيا |
| أنا من مكة وهذا بنجد |
| والهوى منجد ويتهم طيا |
| وكلانا على سفين ابن حزم |
| هابه الناس مائجاً لجياً |
| نتساقى من نبعه وهو ثَرٌ |
| صيته طار في الدُنا أحوَذيَّا
(3)
|
| وهو قد حصَّل النوادر حظاً |
| لم تكن لي فكان في ذا حظيا |
| كتبٌ طالما عطشنا إليها |
| فاقتناها يُغِذَّ فيها المطيا |
| إيه يا صنو صنعة ابن عقيل |
| فلقد صرت رائداً نثرياً |
| أنت فَنَّارُ جيلك اليوم طُراً |
| يرقب النشء نجمه القطبيا |
| لا تلين القناة منك إذا ما |
| جاء فَدْمُ اللسان شيئاً فريا |
| فامضِ في سيرك الحثيث دؤوباً |
| شامخ الأنف مستقيماً أبيا |
| وانثر الوُرد والأزاهير فتوى |
| ينفح الطيب حيث كنت شذيا |
| هكذا تدرك الذرى ظاهرياً |
| يقظ الفهم لا تراه عصياً |
| أيها الصحب إنه لعزيز |
| فارفعوا شخصه مكاناً عليا |
| يستحق الثناء وهو فخارٌ |
| هز من كان دانياً أو قصيا |
| وسلام على ذويه جميعاً |
| علية القوم شرفونا إتيَّا |
| منزلاً عامراً لخوجه حقاً |
| شِبعٌ فيه ثم نزداد ريا |
| فجزاه الإِلـه خير جزاءٍ |
| فلكم هب للصحاب وفيا |