| قصرٌ من العِزِّ لا قصرٌ من الحجر |
| هذا هو المجد بين البدو والحضر |
| والعز بالله سر العز في بشر |
| يمشي على الأرض هَوْناً طيب السير |
| وخشية الله سر الاعتزاز به |
| مَنْ ربُّه الله فوق الذل والضجر |
| وفي البلاء له وَصَلٌ ومغفرة |
| ليس العزيز معافى من يد القَدر |
| لكنها دائماً باللطف تُدْركه |
| وإن أصابت به شيئاً من الضَّرر |
| وخشية الله نور المتقين إذا |
| ما أوحش الدربُ في حِلٍّ وفي سَفَر |
| وإنما العلم - والأخلاق حِليتُه |
| دعامة العز والتاريخ والذِّكَر |
| والقصد بالعلم وَجْه الله تبصرةً |
| بالحق والفهم إن كَلَّت قوى الفِكر |
| ما استلهم الله راجٍ من معارفه |
| إلا هداه بنور القلب والبصر |
| وما السعادة - والإيمان جوهرها - |
| إلا التقى والرضى بالله والقدر |
| إن سرَّنا فله الشكران خالصُه |
| أو ضرَّنا فالرضى شكر لمعتبر |
| وشاكر بالرضى أو شاكر نعما |
| كلاهما شاكر في أكرم الصور |
| أما الجزاء فعند الله نسبتُه |
| هو العليم بما في الخُبْر والخَبَر |
| قد جاءنا منه نُورٌ يستضاء به |
| محمدٌ سيد الكونين بالسِّور |
| هي الصراط الذي نمشي عليه إلى |
| ضيافة الله في بَدْءٍ وفي أُخَر |
| (محمد) كان فوق الأرض مَنْهَجَها |
| وسِرَّها في سُمُوِّ الخلق والعِبر |
| أكرم به قائداً لله موكبه |
| في الله نصرته في الجن والبشر |
| صلى عليه الذي سواه رحمتَه |
| للعالمين امتدادَ الدهر والعُصُر |
| والحمد لله حمد الشاكرين له |
| على عطاياه فوق الظن والوطر |
| والحمد لله حمد العارفين به |
| فدونه الحمد مهما امتدَّ بي وترى |