تغالب البشر في جنبَيَّ والألم |
بين الفراق وبين الحب يلتئم |
هذا هو اليوم عشنا كي نَقَرَّ به |
عيناً إذا هي بالضدين تزدحم |
دمع السرور ودمع بالشجا عبق |
كلاهما بشغاف القلب ملتحم |
كن النجوم لبيتي والزهور به |
إذا ابتسمن فكل الكون يبتسم |
بهن ضاء ومن أشذائهن له |
عطر تجسد فيه الحب والرحم
(1)
|
أهديتهن حياتي غير مرتخص |
- ألا عليهن هذا العمر ينصرم |
ربيتهن كما يرضى الكمال على |
ركيزتين هما البنيان والدَّعم |
هما الفضيلة: في دين وفي خلق |
والعلم حولهما سور ومعتصم |
وللجمال معان ما انفردن بها |
ولا كملن ولكن طابت القِسَم |
ربات بيت صَناعٌ في دخائله |
يدركن من أمره ما تدرك الهمم |
لسن النوادر في شيء ولسن على |
جهل بما ينبغي أن يبلغ العَمَم |
وُسُطٌ وخير أمر الناس أوسطها |
فكم تكبد سوء العثرة القمم |
هن الملائك أكباداً منورة |
هن الحرائر لم يدنس لهن فم |
رضيت عنهن أزواجاً مطهرة |
لمن تخيرت أن يسمو بهم رحم |
أوصيتهن بهم براً ومرحمة |
وطاعة بمعاني الخير تلتزم |
وأن يَكُنّ لباس الستر متشحاً |
بالنور يسطع منه السعد والشمم
(2)
|
وإن يَكُنَّ رواء الروح لاهبة |
بالحب ظامئة للحب تلتهم |
وإن يَكُنّ غذاء الفكر يألفه |
قوتاً ولا يتعرّى فوقه الدَّسَم |
وأن يَكُنّ رفيق الدرب يسلكه |
وعراً فتملأه من حبه النعم |
وأن يَكُنّ معيناً حافزاً أبداً |
على النهوض إذا ما زلّت القدم |
وأن يَكُنّ مثال الأم خيرة |
فكم يدين لصنع الأم من عظموا |
بَرَّتْ بهن فما كَلَّت ولا بخلت |
كَبِرّها بي والأيام تضطرم |
يا من تخيرت في الفتيان أذخرهم |
فوق المؤمل مما تحمل الكلم |
عهدتهم نمطاً عز الشباب به |
وما الكمال بغير الله يتسم |
هذي عصارة حب مازجت شجناً |
ليست حديثاً ولكن فلذة ودم |
يا من تخيرت في الفتيان شمت لهم |
قلباً تزاوج فيه الحب والشيم |
الحب فلسفة الإعجاب مؤتزرا |
إن المحب لمن يهواه يحترم |
الحب بر وميثاق وتضحية |
يرضي به الغُرْمَ مَنْ للفضل يغتنم |
الحب فلسفة الإيثار يعشقه |
طبع من النفس يأبى أنه الكرم |
يا من تخيرت في الفتيان: أمنحهم |
قلبي وأسلمهم عرضي ليستلموا
(3)
|
أودعتكم خير ما يغلو على رجل |
ما مَسّه العيب مهما مَسّه الألم |
* * * |