| بنتي وفَلْذةَ نفسي كيف ينساها |
| قلبٌ على الحب يحيا قبل محياها |
| لا يعرف البخلَ مهما كَنّ عاطفة |
| وأمعن الجهد في صمت وأخفاها |
| كان الوفاء له طبعاً وظل له |
| عقيدة عرف الأصحابُ مغزاها |
| وصلتُ بالحب كل الناس في نِسَبٍ |
| أقلُّها الودُ والإيثارُ أَعلاها |
| وجئن ذروة معنى الحب في كبد |
| الحب لُحمتها والحب فحواها |
| يا من نأيتِ وقلبي في معاطفها |
| يحوطها حيث ما قد صار ممشاها |
| لا تحسبيني بعيداً عنك ثانية |
| من الزمان وإن لم أغْشَ مَغْناها |
| روحي بأحيائكم طوافة أبداً |
| بين "الرياض" و "أقصى الغرب" مسراها |
| قد كان لي فيهما من قبل أجنحة |
| عزيزة طاب في جنبي مثواها |
| همو الرجال فلا خوف ولا حزن |
| إذا احتملت الجوى في بعدهم جاها |
| همو الرجال فبشراهم إذا حملوا |
| عبء الحياة وخاضوا في ثناياها |
| ليسوا الأوانس: إشفاقاً ومرحمة |
| طَبْعُ الفتاة على الأكباد أغلاها |
| فأم "مريم" قالت: عند مولدها: |
| وإذْ تُقَدِّمها تستوهب الله |
| "ليس الفتى كفتاة في خصائصها |
| فالبر من حقها والبر نجواها" |
| والله أوسعها من فضله حَدَباً |
| ما صادف الرسلَ إذ سوَّى وسواها |
| تالله ما فارقتنا منكمو صور |
| العين تعشقها والقلب مأواها |
| كأنكم بيننا في كل سانحة |
| من الحياة وفي شتى مراياها |
| فأُمُّكُنَّ فؤادٌ غير مجتمع |
| إلا عليكن: مغداها وممساها |
| و "أيمن" الطائر الغِرِّيد باسمكمو |
| يشدو على كل ضلع من حناياها |
| رطب الحشا والحواشي في طفولته |
| ذاق الغرامَ بنفس شَفّ مبناها |
| أما "أماني" فقلب غير مكتمل |
| كأنها ثلث نفس أو بقاياها |
| إقبال: يا قرة العينين حاضرة |
| وقُرَّة القلب مني حين مَنْآها |
| إذا سكتُّ عن التعبير فالتمسي |
| روحي فإنَّك منها بعض معناها |
| * * * |