حسبتني صيداً، ولست بصيد |
مثلها من يصيده، أمثالي |
لست بالطائر الكسير جناحا |
ه، ولا بالقعيد عن تجوال
(1)
|
قعدت بي عن المباذل نفس |
صنتها عن رذائل الأفعال
(2)
|
كم تلاقت على الطريق عيون |
تعرض الحسن للمتاع حيالي |
وتمنت وصلي قلوب عذارى |
لم تصادف مني فؤاد الخالي |
ملأت قلبي الحوادث شغلاً |
عن معاني الهوى بمعنى غال |
ولهت عن رباب عيني وعن سر |
ب رباب بموكب من جمال |
أنا خلاقه ورب معانيـ |
ـه، وربي راض به وموال
(3)
|
لم يعد في الضلوع موضع أنثى |
غير تلك التي تعيش ببالي |
هي من تملأ الحقيقة في النفس |
- وتَغْذُو على الكمال خيالي |
هي من وافقت معانيَّ في الحـ |
ـب، وعاشت معي على منوالي |
لم يشقها فيّ الذي يطمع النا |
س فلا منصب ولا بعض مال |
وهبت لي حياتها هبة الحب |
- وقوَت على الظروف احتمالي |
تفتديني بنفسها وبنينا |
وهي مَنْ هَمُّها الملح عيالي |
لم تضق بي يوماً أبعثر مالي |
عن يمين - بعلمها - وشمالي |
والذي يعلم السرائر والسر |
- عليم بما اشتريت بمالي |
جنة قلبها فما تمنع الخيـ |
ـر ولا هَمُّها سوى آمالي |
ظللتني بقلبها حيث لا ظل |
- ومدت بوارف من ظلال |
سامرتني ليل الهموم وكانت |
شمعتي في حوالك من ليال |
ما رأى والداي عينيّ تبكي |
مذ تخطيت سلم الأطفال |
ورأتني كما يرى الله مني |
عارياً في تَقَلُّب الأحوال |
كنت كالطفل حين يرهقني الحز |
ن على حضنها أميل بحالي |
وتُسَرّي عنّي كما تصنع.. الأمُّ |
- بطفل مُعَوُّد بالدلال |
تحتويني بصدرها فأحس الدف |
ء يسري منها إلى أوصالي |
غَطَّةُ الحب لا يشوهه الزيـ |
ـف تداوي بها جِراح الرجال
(4)
|
أنا من جرب الغرام صحيحاً |
فتسامى عن الخيال خيالي |
فاعذريني يا صورة الفتنة الروعاء |
إذا لم أقف وأنت قُبالي
(5)
|
لا تقولي عني جماد فما يشعـ |
ـر بالحسن رائع التمثال |
شاعر فِيّ - يا جمال - يعي الحسـ |
ـن، ولكن مُوَلَّهْ بالكمال |