لأول مرة أحسست دمعي |
كجمر النار حَرَّقني لظاه
(1)
|
على أنّات والدة رؤوم |
براها الشوق بالغ منتهاه
(2)
|
تقول: صبرت ما يكفي فقلبي |
عليك وفيك حَطَّمني جواه
(3)
|
وعُذْري للعجوز وألف عذري |
فقد شط النوى وطغى أذاه
(4)
|
إذا الرجل الصبور وهت قواه |
أتعذل أن دهاها ما دهاه |
معاذ الله ليس تلام لكن |
يلام وليدها في ما جناه |
وتعلم ما جناه هوى ولكن |
أمور لا تجيء على هواه |
يواكب بعضها بعضاً وتجري |
بها الأقدار راكبة خطاه
(5)
|
وتعلم حُبّه فيها غراماً |
يوافق قلبه فيه هداه |
وتعلم طاعة منه وبراً |
وإن رضاءها أغلى مناه |
وتعلم ما يطيق لها فراقاً |
ولا يرضى بفرقتها نهاه |
ولكن الحياة لها شؤون |
نطاوعها وإن رغمت جباه |
فما تجري الأمور بنا رخاء |
وإن وفرت لنا نعم وجاه
(6)
|
زمام الدهر يملكه وحيداً |
إله لا يشاركه سواه |
وتشهد كم خفضت لها جناحاً |
فما وفيتها حقاً أراه |
وإن أحيا لخدمتها فحسبي |
رضى يضفي على قلبي سناه |
فصبراً أم إبراهيم صبراً |
على بعد يطول بنا مداه |
هبي لي من دعائك كل زادي |
فلا زاد مع التقوى عداه |
* * * |