شبعنا رقاداً فانتبهنا بنشوة |
كذلك شأن النائمين أفاقوا |
إذا رقدوا نوماً عميقاً وأغرقوا |
طويلاً صحوا مستبشرين وراقوا |
فقل للألى ما زال في النوم حسهم |
لقد أشرقت شمس وهب رفاق |
فلا تنكروا شمس الضحى وبزوغها |
ولا تجحدوا منها الضياء يراق |
ولا تغمضوا عنها العيون مخافة |
من الليل - للفجر الصحيح مذاق |
ولا تدهشوا من فجأة كيف لألأت |
فللصبح بالليل الطويل عناق |
ويا أمة هبت إلى النصر أبشري |
غنائم تترى والعدو يساق |
رأيتك طالعت النهار بركعة |
إلى الله هل غير الصلاة بُراق |
إذا أخلصت لله أسرى بعبده |
معارج لولاها فليس تطاق |
وبادرت تستوحين ربك هديه |
فأوحى وأهدى والعطاء وفاق
(1)
|
وسرت على هدى من الله ملهماً |
فتم صنيع واستتب وفاق
(2)
|
وأعددت للأمر الجليل عتاده |
نفوساً لها نحو اللقاء وجاق
(3)
|
تنادى بها إيمانها لغماره |
فطاب لها في الحسنيين سباق |
فأما علو في الحياة، وبعدها |
وأما علو بالسماء لحاق |
وكل سلاح فاليمين حديده |
إذا وهنت عنه اليمين رقاق |
وَجمَّعْتِ أطراف البلاد مودة |
فضم طريفاً في الكفاح عتاق |
وبالعدل والفرقان أرسيت خطة |
عليها قلوب المؤمنين طباق
(4)
|
وبالعلم والإيمان وحدت عدة |
فليس لها عند اللقاء فراق |
تدابير لله العزيز انبعاثها |
وللحق في أكنافهن.. رواق |
وناديت في طول البلاد وعرضها |
بحقك والحق المبين دفاق |
حقائق إن بانت تدانت لصفها |
صفوف وأكدى عندهن نفاق |
وعالجت بالشورى جروحك بلسماً |
تداوت شقوق تحته وشقاق |
وسويت إنسان العروبة واحداً |
على العلم ساق والعقيدة ساق |
فحق على الله الذي هو أهله |
وطوبى لأهل الوعد وهو صداق |
جيوش الهدى والقبلتين: تحية |
إليك من الأكباد وهي حِراق |
وأنك حبات القلوب وحبها |
قرابين بالحب الأعز دِهاق |
قرابين للأرض التي أنت نبتها |
وسقيا لنبت مقبل وسياق
(5)
|
قرابين للتاريخ: ماض، وحاضر |
فآت، وللمجد المصفق طاق
(6)
|
ودرع عن الأعراض واق، وصارم |
عن الحق في صدر العداة وثاق |
أصيخوا إلى الدنيا فإن هتافها |
إليكم وللنذل العدو بُصاق |
* * * |