أأقبل العام أم وافى بنا عيد |
العمر يفنى، وللآلام تجديد |
فهل وقفنا بباب الدهر نرقبه |
والعام يَنْسَلُّ، والأيام تبديد |
لا العيد عيد ولا أيامه بيض |
ساوت لياليه أيامُه السود |
وهل نحس ليوم حق فرحته |
وكل أوصالنا: هَمٌّ، وتنكيد |
والعرب في أرضهم قوم بلا وطن |
والقوم في أرضنا ساداتها الصيد |
والقدس لا مسجد فيه ولا حرم |
والشر من حوله كالشمس ممدود |
وبعض أكبادنا في الأرض حائرة |
وبعض أكبادنا في الأرض مصفود |
والشيخ في محنة، والأم في كمد |
والزوج في شقوة، والطفل والغِيدُ |
والدين في فتنة، والعدل مضطرب |
والظلم منتصر، والحق مطرود |
ولليهود على أوطاننا صَلف |
يتيه فوق ربانا وهو مِرِّيد |
فهل لنا العام والأيام عادية |
ونحن نلهث حتى يُخْرَقُ الجِيد |
وهل لنا العيد: آلاماً مُبَرِّحَةً |
أم للعدوّ - على أرياضنا - العيد |
أم هل ترانا - كما كنا - غطارفة |
السيف يعرفنا والخيل والبيد |
ونحن من نحن؟ أجداد عمالقة |
ونحن من نحن؟ أحفاد أجاويد |
أم أنكرتنا أراضينا وأنفسنا |
وذل كالعبد منا الحر والسيد
(1)
|
أم هل صحونا على الآلام تعركنا |
عرك الرحى فهي تعذيب وتسهيد |
إن كان هذا فبشرى المرهقين غد |
من ذاق طعم الأسى من طبعه الجود |
ما جاد بالنفس إلا من يخضخضه |
حس تَمَرَّغ في البلواء مكدود |
والجود بالنفس سر الجود منطلقاً |
من دونه كل معنى الجود مسدود |
والجود بالنفس بذل ليس ثرثرة |
ودعوة الحق إيمان وتجسيد |
وللجهاد وجوه ليس ينكرها |
وللدعاوة أفواه وترديد |
إن لم تكن في رسول الله قدوتنا |
حقاً وصدقاً فكل القول مردود |
وللعزائم إن صحت عقيدتها |
عزم من الله بل نصر وتأييد |
أم لم تزل في سبات الحس أفئدة |
ماتت على الضيم حتى مسها الدود |
سعيدة في قبور النفس ناعمة |
فكل أيامها من عمرها عيد |
* * * |