أي شيء تضمه بين فكيـ |
ـك؟ وتغري به الورى والوجودا |
ولذيد مذاقه أم مرير |
لست تدري! أني أراك بليدا |
رب وجه نَضْرِ المحيا غبي |
وذكيُّ الفؤاد زكي القرودا |
ليس من ميزة الجمال ذكاء |
ربما زين الذكاء العبيدا |
غير أن الغَبِّي في الطلعة الحلـ |
ـوة يؤذي عيوننا والكبودا
(1)
|
يا رسول الزمان، كم من سفير |
لم يزد أن يكون إلا بريدا |
أفبشرى تزفها، أم مزيداً |
من هموم؟ فما نخاف المزيدا |
قد شربنا الضنى سنين طوالا |
ومضغنا العناء عمراً مديداً |
وسئمنا المنى وقد أكل الدهـ |
ـر منانا وعاضناً التنكيدا |
ولقد يصبح القديد طرياً |
حينما تألف الضروس القديدا |
ويروي السخين قلب ضلول |
في الفيافي فيستحيل لديدا
(2)
|
ويرى المجهدون كل سراب |
أملاً ضائعاً وجهداً فقيدا |
أتحداك أن تجيء بخبر |
أنت معطيه لإقضاء رصيدا |
أنت أدنى منا مكاناً إلى اللـ |
ـه وإنا أدنى إليه وجودا |
غير أن القلوب صارت جماداً |
آلة تعصر الحياة وقودا |
لا ترى الله غير معنى خفي |
نسيت سره هوى وجحودا |
وهو فيها بكل ما هو فيها |
لو تخلى عنها لصارت جلودا |
وضياء القلوب أنفذ في الرؤ |
ية من أبعد العيون حدودا |
رب نجلاء لا ترى بين كفيـ |
ـها وعمياء تدرك المفقودا |
لو رأى القلب ربه رؤية الصد |
ق، أذل الدنيا، وفَلّ الحديدا |
يا رسول الزمان، لست الذي يصـ |
ـنع سعداً ولا يسر الحسودا |
نحن من نصنع الزمان بأيديـ |
ـنا: شقاء أو عزة وسعودا |
نحن من نجعل النفوس سلاحاً |
أو نحيل النفوس فينا قيودا |
نحن بالجبن والضلالة بِغْثا |
ن، بإيماننا نصير أسودا
(3)
|
قد صنعنا الزمان يوماً بأكبا |
د جدود مجداً عريضاً مجيداً |
يا رسول الزمان لستُ الذي يرجو |
ك، أو من يخاف منك الوعيدا |
أنا أرجو رب الزمان لنفسي |
ولأهلي وأمتي ترشيدا |
فإذا نحن أمة تصلح الأر |
ض، ومجد يربى الطريف التليدا |
قد صنعنا الزمان يوماً بأكبا |
د جدود مجداً عريضاً مجيدا |
يوم كانوا لا ينظرون إلى الشمـ |
ـس، ولا يرقبون منك الجديدا |
لم تكونا في أعين القوم إلا |
آية تستزيدنا التوحيدا |
إنما يعملون في طاعة اللـ |
ـه ويرجون في السماء وحيدا |
ثم يَمْشون بالعدالة في الأر |
ض وبالعلم يرفعون الجِيدا |
فإذا بالزمان شمساً وبدراً |
في ركاب الإيمان عقداً نضيداً |
وإذا المجد قبضة في يمين |
كفها الله ناصراً وعميدا |
وإذا (الله) حل قلباً سليماً |
كانت الأرض والسماء جنودا |
أيها المسلمون في مشرق الأر |
ض وفي غربها: قريباً بعيدا |
لا تَبصُّوا إلى الزمان عيوناً |
تتمنى على الزمان الوعودا
(4)
|
واسألوا الله أن يمن عليكم |
بيقين يستوجب التأييدا |
واعلموا: أن لا إله سوى اللـ |
ـه سلاح يفري الطغاة مبيدا |
واعلموا: أنها وقود قلوب |
وعقول لا صرخة أو بنودا |
هي إن صح في القلوب يقين |
ضمن الله حقها أن تسودا |
غير أن "الضمان" يحمل "أشرا |
طا" ويعني "مواجباً" و "عقودا" |
ليس معنى (الضمان) أن يقعد النا |
س عيالاً مستمرئين القعودا |
ليس أن نلغي الجهاد ونحيي |
ظلمة الليل ركعاً وسجودا |
فلهذا شأن وهذا شؤون |
ولكل حق يوفّي سديدا |
ليس معنى (الضمان) أن يهزم اللـ |
ـه جِلاداً وأن يعز الرقودا |
ليس معنى (الضمان) أن يمطر الرز |
ق علينا، وللعدو الرعودا |
فله حقه على المؤمن الصا |
دق: بذلاً، وهمة، وصمودا |
فإذا أعطت النفوس فكانت |
أعطيات النفوس عنها شهودا |
ضمن الله نصرها وتجلى |
وعده الحق، موكباً مشهودا |
هو أغنى عن كل ذلك لو شا |
ء، ولكن عدالة لن تحيدا |
كلنا خلقه الذي كفل الرز |
ق له عنده فوفى العهودا |
ثم وفّى الجهود من كل نوع |
حقها منعماً، وفاء رشيدا |
لا تظنوا به الظنون ولكن |
ليس حسن الظنون يلغي الجهودا |
فاجمعوا الحسنيين: ظناً وفعلاً |
يؤتكم أجركم: عطاء حميدا |
أيها المسلمون في مشرق الأر |
ض وفي غربها: جهاداً أكيدا |
جاهدوا النفس فالجنود نفوس |
تأخذ الهام عُدَّةً والقدودا |
لا تريد الحياة إلا سبيلاً |
كرمت غاية، وطابت حصيدا |
هَمُّها الحقُّ إن تعش فخلود |
أو تمت دونه بلغن الخلودا |
أيها المسلمون في كل فج |
وحدوا أمركم وهدوا السدودا |
وازهدوا في الحياة فهي لعوب |
تستذل العشاق ذلاً شديداً |
أو خذوها بحقها فهي تنقا |
د لمن كان في هواها عنيدا |
واطردوا الغاصبين من كل أرض |
صيروا أهلها دمى وعبيدا |
يزحف "القدس" نحوكم قبل أن يز |
حف جيش منكم يسوق اليهودا |
* * * |