شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الهلال الجديد
أي شيء تضمه بين فكيـ
ـك؟ وتغري به الورى والوجودا
ولذيد مذاقه أم مرير
لست تدري! أني أراك بليدا
رب وجه نَضْرِ المحيا غبي
وذكيُّ الفؤاد زكي القرودا
ليس من ميزة الجمال ذكاء
ربما زين الذكاء العبيدا
غير أن الغَبِّي في الطلعة الحلـ
ـوة يؤذي عيوننا والكبودا (1)
يا رسول الزمان، كم من سفير
لم يزد أن يكون إلا بريدا
أفبشرى تزفها، أم مزيداً
من هموم؟ فما نخاف المزيدا
قد شربنا الضنى سنين طوالا
ومضغنا العناء عمراً مديداً
وسئمنا المنى وقد أكل الدهـ
ـر منانا وعاضناً التنكيدا
ولقد يصبح القديد طرياً
حينما تألف الضروس القديدا
ويروي السخين قلب ضلول
في الفيافي فيستحيل لديدا (2)
ويرى المجهدون كل سراب
أملاً ضائعاً وجهداً فقيدا
أتحداك أن تجيء بخبر
أنت معطيه لإقضاء رصيدا
أنت أدنى منا مكاناً إلى اللـ
ـه وإنا أدنى إليه وجودا
غير أن القلوب صارت جماداً
آلة تعصر الحياة وقودا
لا ترى الله غير معنى خفي
نسيت سره هوى وجحودا
وهو فيها بكل ما هو فيها
لو تخلى عنها لصارت جلودا
وضياء القلوب أنفذ في الرؤ
ية من أبعد العيون حدودا
رب نجلاء لا ترى بين كفيـ
ـها وعمياء تدرك المفقودا
لو رأى القلب ربه رؤية الصد
ق، أذل الدنيا، وفَلّ الحديدا
يا رسول الزمان، لست الذي يصـ
ـنع سعداً ولا يسر الحسودا
نحن من نصنع الزمان بأيديـ
ـنا: شقاء أو عزة وسعودا
نحن من نجعل النفوس سلاحاً
أو نحيل النفوس فينا قيودا
نحن بالجبن والضلالة بِغْثا
ن، بإيماننا نصير أسودا (3)
قد صنعنا الزمان يوماً بأكبا
د جدود مجداً عريضاً مجيداً
يا رسول الزمان لستُ الذي يرجو
ك، أو من يخاف منك الوعيدا
أنا أرجو رب الزمان لنفسي
ولأهلي وأمتي ترشيدا
فإذا نحن أمة تصلح الأر
ض، ومجد يربى الطريف التليدا
قد صنعنا الزمان يوماً بأكبا
د جدود مجداً عريضاً مجيدا
يوم كانوا لا ينظرون إلى الشمـ
ـس، ولا يرقبون منك الجديدا
لم تكونا في أعين القوم إلا
آية تستزيدنا التوحيدا
إنما يعملون في طاعة اللـ
ـه ويرجون في السماء وحيدا
ثم يَمْشون بالعدالة في الأر
ض وبالعلم يرفعون الجِيدا
فإذا بالزمان شمساً وبدراً
في ركاب الإيمان عقداً نضيداً
وإذا المجد قبضة في يمين
كفها الله ناصراً وعميدا
وإذا (الله) حل قلباً سليماً
كانت الأرض والسماء جنودا
أيها المسلمون في مشرق الأر
ض وفي غربها: قريباً بعيدا
لا تَبصُّوا إلى الزمان عيوناً
تتمنى على الزمان الوعودا (4)
واسألوا الله أن يمن عليكم
بيقين يستوجب التأييدا
واعلموا: أن لا إله سوى اللـ
ـه سلاح يفري الطغاة مبيدا
واعلموا: أنها وقود قلوب
وعقول لا صرخة أو بنودا
هي إن صح في القلوب يقين
ضمن الله حقها أن تسودا
غير أن "الضمان" يحمل "أشرا
طا" ويعني "مواجباً" و "عقودا"
ليس معنى (الضمان) أن يقعد النا
س عيالاً مستمرئين القعودا
ليس أن نلغي الجهاد ونحيي
ظلمة الليل ركعاً وسجودا
فلهذا شأن وهذا شؤون
ولكل حق يوفّي سديدا
ليس معنى (الضمان) أن يهزم اللـ
ـه جِلاداً وأن يعز الرقودا
ليس معنى (الضمان) أن يمطر الرز
ق علينا، وللعدو الرعودا
فله حقه على المؤمن الصا
دق: بذلاً، وهمة، وصمودا
فإذا أعطت النفوس فكانت
أعطيات النفوس عنها شهودا
ضمن الله نصرها وتجلى
وعده الحق، موكباً مشهودا
هو أغنى عن كل ذلك لو شا
ء، ولكن عدالة لن تحيدا
كلنا خلقه الذي كفل الرز
ق له عنده فوفى العهودا
ثم وفّى الجهود من كل نوع
حقها منعماً، وفاء رشيدا
لا تظنوا به الظنون ولكن
ليس حسن الظنون يلغي الجهودا
فاجمعوا الحسنيين: ظناً وفعلاً
يؤتكم أجركم: عطاء حميدا
أيها المسلمون في مشرق الأر
ض وفي غربها: جهاداً أكيدا
جاهدوا النفس فالجنود نفوس
تأخذ الهام عُدَّةً والقدودا
لا تريد الحياة إلا سبيلاً
كرمت غاية، وطابت حصيدا
هَمُّها الحقُّ إن تعش فخلود
أو تمت دونه بلغن الخلودا
أيها المسلمون في كل فج
وحدوا أمركم وهدوا السدودا
وازهدوا في الحياة فهي لعوب
تستذل العشاق ذلاً شديداً
أو خذوها بحقها فهي تنقا
د لمن كان في هواها عنيدا
واطردوا الغاصبين من كل أرض
صيروا أهلها دمى وعبيدا
يزحف "القدس" نحوكم قبل أن يز
حف جيش منكم يسوق اليهودا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :592  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 164 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج