أقدمها جهد ما أستطيع |
لإخواننا الغر في (بور سعيد) |
هدية حب ورمز اعتزاز |
بذاك النضال العتي المجيد
(1)
|
وأشفعها باعتذار المحب |
- لغيبته يوم عيد سعيد |
ولست اسميه يوم الكريهـ |
ـة ما كان يوماً كريه الورود |
فو الله إن كان شراً أريـ |
ـد فقد كان يوم فخار تليد |
حمدنا الصباح به ماجداً |
وعند المساء حمدنا المزيد |
وما غبته راغباً إنما |
تسير الرياح كما لا نريد |
ووالله ما كان ما قدرو |
ه كما شاء خصم عتل مريد
(2)
|
ولكنه كان يوم الكفا |
ح كما شاء شعب أبي عتيد
(3)
|
أفاقت على صنعه المعجزا |
ت جميع الشعوب - وكانت شهود |
وسالت عليه دماء الجدو |
د لهيباً على كل عاد يبيد |
يصب العذاب على الآثميـ |
ن - ويرديهمو في الثرى كالحصيد |
يمزق أشلاءهم في الفضا |
ء ويحرق أرواحهم كالوقود |
وللسيف يخفق قلب الجبا |
ن وعزم الأباة يَفُلّ الحديد |
وما المجرم الغاصب المستبيـ |
ـح حمى الآخرين؟ جبان عنيد |
إذا لقي الضعف فهو اللئيـ |
ـم، وإلا فخوّار قلب بليد |
وإذ جلجل الصوت - صوت الضميـ |
ـر يرد الغزاة وراء الحدود |
اصخنا - كراماً - لداعي السلا |
م فإن الكريم خصيم رشيد |
ولولا الخديعة بعد التآمـ |
ـر ما أنزل الخصم بعض الجنود |
ففي (بور سعيد) أسود الشرى |
بواسل تفدي الحمى إذ تذود |
ولولا رغاب السلام الحبيـ |
ـب يعم الأنام ويغشى الوجود |
لصاروا بأيماننا كالهشيـ |
ـم وصاروا بإيماننا كالحصيد
(4)
|
وما (بور سعيد) على فضلها |
بدنيا كفاح الشعوب المديد |
سوى قطعة من ربوع العريـ |
ـن وفيه مثيلاتها من (رشيد)
(5)
|
وأرض العروبة منذ الخليقـ |
ـة ساح الكفاح ومهد الأسود |
وقد تربض الأسد في غابها |
فمن يستثرها غبي فريد |
فويل الجناة إذا سَوَّلت |
لهم أنفس الشر مَسَّ الحدود |
ففي كل شبر لنا معقل |
تراه العروبة بيت القصيد |
وشعب العروبة في كل دا |
ر كشعب العروبة في (بور سعيد) |
* * * |