الله أكبر.. كم في الحج من أرب |
عَزّت به دولة الإسلام والعرب
(1)
|
يا مسلمون.. نداء الحج يجمعنا |
على التقى، والهدى والبر والأدب |
لبّوا النداء فمن لبّاه محتسباً |
يلقى الجزاء وفيراً غير مقتَضَب |
الله أكبر. هذا يوم موعدنا |
نلقى الإله بما يرضي من الأُهب
(2)
|
الحج (مؤتمر الإسلام) منتظماً |
من جاء من صَعَد أو جاء من صَبَب
(3)
|
من كل فجّ عميق في جوانبها |
يأتي المُلَبّون شعباً غير منشعب
(4)
|
الله أكبر.. هذا الحشد أمتنا |
والله وَحَّدها في وحدة الأرب |
مهما تفرقت الدنيا بها أمماً |
وشائج الروح أقوى من عُرى النسب |
يا مسلمون.. هنا قد كان مولدنا |
جمعاً ومبعثنا في سالف الحقب |
هنا تآمر بالتقوى أوائلنا |
حتى أتوا في ظلام الدهر بالعجب |
فجددوها يميناً غير حانثة |
أن نُرْضِيَ اللهَ في إرث من الحسب |
يا وافدين لبيت الله جاء بكم |
إلى حماه التماس الخير بالقُرَب |
يا فتية العرب الأحرار.. آن لنا |
أن نفهم الحج فهم المؤمن الأَرِب
(5)
|
فهم الأُلى حملوا الأعباء مثقلة |
فما استكانوا ولا هانوا من النَصَب
(6)
|
ما الحج أهاهة النّساك مشغلة |
عن المعاني ولا لوناً من الصخب |
ما الحج تصدية الأيدي لمنتصب |
على المنابر يروي حكمة الكتب
(7)
|
ما الحج دربكة الأجساد قد فرغت |
من شَبْكَةِ الروح لا من زحمة الرُّكب |
يا مسلمون أفيقوا لا يُفَرِّقُنا |
كيد العدو، بقول الزور والرُّغَب |
عوجوا بأنظاركم - عبر السنين - تروا |
آثام مستعمر أو كيد منتدب |
هذا لعمركمو تاريخهم معنا |
لم يخل يوماً من الطغيان والكذب |
فهل يصدق نجواهم أخو ثقة |
بالحق؟ بعد امتلاء النفس بالريب |
يا فتية العرب الأحرار.. موعظة |
بالأمس، من يتعظ بالأمس لم يَخِب |
لا تركنوا لعدو في وساوسه |
ما بينكم فهو في التفريق ذو طلب |
يريد أن لا تكونوا وحدة أبداً |
إن كنتموها يطر من شدة الرَّهَب |
هي السبيل إلى استيفاء حقكمو |
من كل ذي مخلب للحق مغتصب |
فلتعلموا أنه إن شام بارقة |
من (وحدة العرب) لم يَنْعَم ولم يطب |
يا مسلمون. رأيت الحج بوتقة |
تعرو النفوس بلا نار ولا لهب |
لا تشتكوا تعباً منه ولا نصبا |
هل كان - قط - حصاد دون ما وَصَب |
حجّوا إلى الله تطهيراً لأنفسكم |
من حَمْأة الزيف أو من رِبْقة الذَّهب |
حجّوا إلى الله أكباداً وأفئدة |
من قبل حجكموا بالأَنْيُقِ النُجُب |
حجّوا إليه بأرواح مرفرفة |
يكشف لها الله أستاراً من الحجب |
ولن تضل - غداة اللهُ رَشَّدَها - |
نفس إذا رابها الشيطان لم تَرب |
الحج تلبية الأقوى لمعركة |
الحق فيها حليف البيض واليَلَب |
إنا لفي زَمَن ذلّ الضعيفُ به |
وحقُّه الحق وضّاء كما الشهب |
والناس مذ خلقوا ما شيدوا دولا |
على دعائم من هَرْج ومن خطب |
يا أمة عزّ ماضيها، وحاضرها |
رهنٌ بإيمانها بالحق مرتقب |
الحج (مؤتمر الإسلام) فاجتمعوا |
فيه على الرأي بين الصفوة النُّخُب |
ما وحد الله بالإسلام شملكمو |
إلا ليجمعكم صفاً على النوب |
فوحدوا سعيكم في كل مشكلة |
يقدر لنا الله منها خير مُنْتَقَب
(8)
|
يا قادة الرأي فينا. إن موعدكم |
يوم الحجيج فهاتوا كل محتقب |
واجمعوا أمركم في كل معضلة |
على الصواب ورأي غير مضطرب |
كونوا مع الله من أعماق أنفسكم |
يكن نصيراً لكم في غَمَّة الحُزُب |
فالله يعلم ما يعدو حناجركم |
إلى القلوب ومن إن يُدْعَ لم يُجِب |
لا ترسلوها عبارات مُنَمَّقةً |
يدوي النديُّ لها في باحة الرَّحَب |
فإن أصابتكم البلواء زعزعكم |
هول المصيبة أو حرص على النشب |
خذوا لكل مُلِمِّ كُلَّ عُدَّته |
حَتى إذا صار كنتم منه عن كَثَب |
الله أكبر. بشرى المسلمين بما |
في الحج من متع قدسية الأَرب |
الله أكبر. كم ذكرى يرجعها |
في النفس مشهد هذا الجحفل اللَّجِب |
إني لأنظر عبر الدهر - موكبنا |
يؤمّه المصطفى المختار خير نبي |
تمضي مواكبنا تترى على قدم |
موصولة السعي والغايات والسبب |
* * * |