شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الله أكبر
الله أكبر.. كم في الحج من أرب
عَزّت به دولة الإسلام والعرب (1)
يا مسلمون.. نداء الحج يجمعنا
على التقى، والهدى والبر والأدب
لبّوا النداء فمن لبّاه محتسباً
يلقى الجزاء وفيراً غير مقتَضَب
الله أكبر. هذا يوم موعدنا
نلقى الإله بما يرضي من الأُهب (2)
الحج (مؤتمر الإسلام) منتظماً
من جاء من صَعَد أو جاء من صَبَب (3)
من كل فجّ عميق في جوانبها
يأتي المُلَبّون شعباً غير منشعب (4)
الله أكبر.. هذا الحشد أمتنا
والله وَحَّدها في وحدة الأرب
مهما تفرقت الدنيا بها أمماً
وشائج الروح أقوى من عُرى النسب
يا مسلمون.. هنا قد كان مولدنا
جمعاً ومبعثنا في سالف الحقب
هنا تآمر بالتقوى أوائلنا
حتى أتوا في ظلام الدهر بالعجب
فجددوها يميناً غير حانثة
أن نُرْضِيَ اللهَ في إرث من الحسب
يا وافدين لبيت الله جاء بكم
إلى حماه التماس الخير بالقُرَب
يا فتية العرب الأحرار.. آن لنا
أن نفهم الحج فهم المؤمن الأَرِب (5)
فهم الأُلى حملوا الأعباء مثقلة
فما استكانوا ولا هانوا من النَصَب (6)
ما الحج أهاهة النّساك مشغلة
عن المعاني ولا لوناً من الصخب
ما الحج تصدية الأيدي لمنتصب
على المنابر يروي حكمة الكتب (7)
ما الحج دربكة الأجساد قد فرغت
من شَبْكَةِ الروح لا من زحمة الرُّكب
يا مسلمون أفيقوا لا يُفَرِّقُنا
كيد العدو، بقول الزور والرُّغَب
عوجوا بأنظاركم - عبر السنين - تروا
آثام مستعمر أو كيد منتدب
هذا لعمركمو تاريخهم معنا
لم يخل يوماً من الطغيان والكذب
فهل يصدق نجواهم أخو ثقة
بالحق؟ بعد امتلاء النفس بالريب
يا فتية العرب الأحرار.. موعظة
بالأمس، من يتعظ بالأمس لم يَخِب
لا تركنوا لعدو في وساوسه
ما بينكم فهو في التفريق ذو طلب
يريد أن لا تكونوا وحدة أبداً
إن كنتموها يطر من شدة الرَّهَب
هي السبيل إلى استيفاء حقكمو
من كل ذي مخلب للحق مغتصب
فلتعلموا أنه إن شام بارقة
من (وحدة العرب) لم يَنْعَم ولم يطب
يا مسلمون. رأيت الحج بوتقة
تعرو النفوس بلا نار ولا لهب
لا تشتكوا تعباً منه ولا نصبا
هل كان - قط - حصاد دون ما وَصَب
حجّوا إلى الله تطهيراً لأنفسكم
من حَمْأة الزيف أو من رِبْقة الذَّهب
حجّوا إلى الله أكباداً وأفئدة
من قبل حجكموا بالأَنْيُقِ النُجُب
حجّوا إليه بأرواح مرفرفة
يكشف لها الله أستاراً من الحجب
ولن تضل - غداة اللهُ رَشَّدَها -
نفس إذا رابها الشيطان لم تَرب
الحج تلبية الأقوى لمعركة
الحق فيها حليف البيض واليَلَب
إنا لفي زَمَن ذلّ الضعيفُ به
وحقُّه الحق وضّاء كما الشهب
والناس مذ خلقوا ما شيدوا دولا
على دعائم من هَرْج ومن خطب
يا أمة عزّ ماضيها، وحاضرها
رهنٌ بإيمانها بالحق مرتقب
الحج (مؤتمر الإسلام) فاجتمعوا
فيه على الرأي بين الصفوة النُّخُب
ما وحد الله بالإسلام شملكمو
إلا ليجمعكم صفاً على النوب
فوحدوا سعيكم في كل مشكلة
يقدر لنا الله منها خير مُنْتَقَب (8)
يا قادة الرأي فينا. إن موعدكم
يوم الحجيج فهاتوا كل محتقب
واجمعوا أمركم في كل معضلة
على الصواب ورأي غير مضطرب
كونوا مع الله من أعماق أنفسكم
يكن نصيراً لكم في غَمَّة الحُزُب
فالله يعلم ما يعدو حناجركم
إلى القلوب ومن إن يُدْعَ لم يُجِب
لا ترسلوها عبارات مُنَمَّقةً
يدوي النديُّ لها في باحة الرَّحَب
فإن أصابتكم البلواء زعزعكم
هول المصيبة أو حرص على النشب
خذوا لكل مُلِمِّ كُلَّ عُدَّته
حَتى إذا صار كنتم منه عن كَثَب
الله أكبر. بشرى المسلمين بما
في الحج من متع قدسية الأَرب
الله أكبر. كم ذكرى يرجعها
في النفس مشهد هذا الجحفل اللَّجِب
إني لأنظر عبر الدهر - موكبنا
يؤمّه المصطفى المختار خير نبي
تمضي مواكبنا تترى على قدم
موصولة السعي والغايات والسبب
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :650  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 145 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.