أنا البعيد عن الأحباب والسكن |
فاشفق عليّ، وحسبي بعض مختزني |
تمضي الليالي ثقالاً إذ أعددها |
كأنما هي قد شُدّت إلى رسن
(1)
|
هوّن عليك، فما شمل بمجتمع |
والقلب والعقل في هَمّ وفي حزن
(2)
|
يا قاطن الدار مشتاقاً لمرتحل |
رفقاً بذي صحبتين. الرحل والشجن |
رفقاً بمن ليس يلهو عن هوى وطن |
وكيف يسلو أخو رشد هوى الوطن |
الله يعلم أني لا أفارقه |
مستبدلاً بحصاه باهظ الثمن |
ما كنت مستبدلاً عن موطني وطنا |
وقد شرفت جوار البيت بالسكن
(3)
|
ركَنْتُ - دون رضى مني بفرقته |
إلى البعاد، ولم أركن إلى ددن
(4)
|
فاحمل معي العبء مرضياً ومحتسباً |
ولطف ربك أدنى من مدى الفطن
(5)
|
وأحمد نصيبك من جهد تكابده |
إن قد سلمت على البلوى من الظعن
(6)
|
يا عاذلي في بعاد قد منيت به |
أكنت عوني أم عوناً مع الزمن؟!.. |
إني أعيذك من حب أراك به |
تقسو عليّ خلال الظعن والمحن |
ويا أخي ورفيق العمر معذرة |
لك الرضى، ولك العتبى، فلا تهن
(7)
|
* * * |