ماذا وراءك؟ أَيّهذا العيد |
أجديد آلام يَزُفُّ العيد؟... |
أم أنت فاتحة لعهد مقبل |
عِقْدُ الأماني البيض فيه نضيد |
كم جئتَ أمسِ ورحتَ حظاً عابراً |
لَهْو الصغار وما عليه مزيد |
ومررتَ بي وبكل عقل، كالدّمى |
بكماء لا تُبدي وليس تُعيد
(1)
|
ألف الصغار اللهو فيك، وشاقهم |
فرح الكبار بهم، وأنت شهيد |
جمدت معاني العيد في أذهاننا |
إذ عطَّل المعنى الكبير جمود |
أتراك تأتي بعد صوم لعبة |
أبداً، فربك لا أخال يريد |
العيد فرحة أمة بفلاحها |
بعد الكفاح. فأين منا العيد؟! |
أنا قد شهدتك والقلوب جوامد |
حتى مللت العيد وهو بليد |
ومللت فيك الناس في أزيائهم |
عَرْضاً يشوق الناس منه جديد |
فرح الفرنجة (بالمسيح) فعربدوا |
ومشى على آثارهم عربيد |
والسابقون استعجموا من قبلنا |
والضعف أول شأنه التقليد |
فإذا بأمتنا على أعيادها |
شطران كلتا الفرقتين عبيد |
فعبيد أوهام إلى أجداثهم |
هرعوا فموكب عيدهم تنكيد
(2)
|
وعبيد أهواء إلى شهواتهم |
هرعوا فموكب عيدهم تبديد |
استعجم الأسلاف حين استضعفوا |
واستعجم الأخلاف والتجديد |
العيد فرحة أمة بفلاحها |
بعد الكفاح، فأين منا العيد؟ |
العيد عند (المصطفى) وصحابه |
رمز النضال وأنه التجسيد |
لكنه التجسيد حَيّاً ليس في |
نُصْب يقام وقلبه مفقود
(3)
|
العيد تجسيد لمعنى رائع |
نحيا خلال شجونه ونشيد |
نحيا به معنى يكرّم بعضُنا |
بعضاً على لمحاته ونفيد |
نحيا به معنى يظلل أمة |
خفقت عليها من سناه بنود |
فإذا مرائي المجد في أكنافها |
سيان حاضرها بها وبعيد |
أفأنت هذا العيد؟ لست بموقن |
لكنني متفائل يا عيد |
أرنو إليك وفي الفؤاد ملامح |
لمنى تحوم على الحمى وتعود |
يا عيد حسبك ما بلغت من المدى |
في النفس حتى ما يبين رشيد |
يا عيد إذ طَوَّفت في أرباضنا |
كيف الشرى وأسوده والبيد؟
(4)
|
* * * |