طال صبري على الفراق ولا أعـ |
لم ما غاية اصطباري عليه؟
(1)
|
رَبِّ ما ألم الفراق على النفـ |
ـس، وما حيلة الفؤاد لديه؟
(2)
|
أنا أهوى، وما سلوت الذي أهـ |
ـواه، لكن شَطّ المزار إليه
(3)
|
ووفائي فوق الظنون ومن أهـ |
ـواه أهل لذاك بل ضعفيه |
كيف أسلو، وَلِيَّ نعمتي الكبـ |
ـرى وكلّي منه وصنع يديه؟ |
نبتت أضلعي على كفه البيـ |
ـضاء، وشمت الضياء من ناظريه |
وحياتي من روحه، وطباعي |
نسج روح يفوح من جنبيه |
كيف أسلو، وكل ما فيَّ يشدو |
باسمه، ضارعاً إلى أذنيه؟ |
وأراني، أحسُّ رَجْعَ ندائي |
شيّق الأغنيات في مسمعيه
(4)
|
فهو في خاطري، يجيب دعائي |
وبريق الحنان في عينيه |
وعلى ثغره ابتسامة حلم |
لم تغب لحظة - على شفتيه |
كيف أسلو وقد شَرَى، ولقد بعْـ |
ـت، فقلبي يعيش في كفيه |
راحتي - ما استرحت - رهن أمانيـ |
ـه، أُغَنّي بها على راحتيه
(5)
|
وعذابي، أناته في ضميري |
يتلوى بها على جانبيه |
أنا منه، كقطرة في خضم |
أتراها تَنِدُّ عن شاطئيه؟ |
إن يكن، قِبْلةَ الملايين في الأر |
ض، فإني أجثو لدى مروتيه
(6)
|
أو يصلوا، خمساً إليه، فإني |
في صلاة - دوماً - إلى كعبتيه
(7)
|
* * * |