شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السيد علي جعْفر
كان لوفاة صديقي وأستاذي وأخي السيد علي جعفر أثر في نفسي عميق كما كان لها أثرها في نفس والدي ونفوس كل من عرفوا فيه الرجولة الفاضلة. أسكنه الله فسيح جناته وتغمده بمرضاته.
إ.ف.
راحِل طارت النفوس عليه
جَزَعاً. آهِ عوادي المَنون
لَهْفَ نفسي عليه أَوْدَى شباباً
رَيِّقَ العمر مثل رطب الغصون
فأنْدُبِ الراحل الكريم بقلب
دائم الحزن والأسى والأنين
كان بالدمع قبل هذا ضنيناً
وهو اليوم لم يَعُدْ بضنين
واسكبي الدمع يا عيون غزيراً
إن دمع العيون ماءُ الشئون (1)
كان زين الشباب خَلْقاً وَخُلْقاً
وهو سمح الطباع ثَبْتُ اليقين
كان عذب الحديث حلواً مساغاً
وهو عفُّ الضمير عَفُّ الظنون
كان جم الوفاء ثَرَّ المعاني
نابضاً حسُهُ وضيءَ الجبين
كان يقضي أوقاته يطلب العلم
حثيثاً يهفو لشتى الفنون
يتلقى درساً ويُلْقي دروساً
هكذا كان بين حين وحين
حافظاً للكتاب يلهج بالذكـ
ـر مبيناً على لسان مبين
كان يمضي إلى الحياة دءوباً
ذا أمانٍ كثيرة في سكون
دائم السعي لم يكن بعليم
بقضاء - طَيَّ الليالي - دفين
وهو نعم الفتى إذا حَزَبَ الأمرُ
معيناً يسمو بمعنى المُعين
قد نمته إلى المعالي فعال
زانها بالتقى وطَبْعٍ متين
خلق ناضر وقلب طهور
وصريح جَلْدٌ مزيج بلين
ليس هذا بدعاً غريباً على من
هو يُنْمى إلى الرسول الأمين (2)
عاش في هذه الحياة كريماً
ذا صفات غُر وعِرْضٍ مصون
وتوفاه ربه طيب الذكـ
ـر كريم المحيا، كريم الدفين
يا أخي!. يا أخي وأستاذي الفا
ضل من خصنى بود ثمين
أنت نعم الفتى إذا حدَّث النا
س بما فيك من خصال ودين
طيب الله بالمحامد ذِكرا
ك وَمَثْوَاكَ بالغَمَام الهتون
وسقاك النمير من كوثر الجنـ
ـة حُلْو المذاق عذب المَعين
وَتَلَقَّاكَ بالنعيم وبالنَّضْر
ة في الخلد في قرار مكين
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :485  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.