راحِل طارت النفوس عليه |
جَزَعاً. آهِ عوادي المَنون |
لَهْفَ نفسي عليه أَوْدَى شباباً |
رَيِّقَ العمر مثل رطب الغصون |
فأنْدُبِ الراحل الكريم بقلب |
دائم الحزن والأسى والأنين |
كان بالدمع قبل هذا ضنيناً |
وهو اليوم لم يَعُدْ بضنين |
واسكبي الدمع يا عيون غزيراً |
إن دمع العيون ماءُ الشئون
(1)
|
كان زين الشباب خَلْقاً وَخُلْقاً |
وهو سمح الطباع ثَبْتُ اليقين |
كان عذب الحديث حلواً مساغاً |
وهو عفُّ الضمير عَفُّ الظنون |
كان جم الوفاء ثَرَّ المعاني |
نابضاً حسُهُ وضيءَ الجبين |
كان يقضي أوقاته يطلب العلم |
حثيثاً يهفو لشتى الفنون |
يتلقى درساً ويُلْقي دروساً |
هكذا كان بين حين وحين |
حافظاً للكتاب يلهج بالذكـ |
ـر مبيناً على لسان مبين |
كان يمضي إلى الحياة دءوباً |
ذا أمانٍ كثيرة في سكون |
دائم السعي لم يكن بعليم |
بقضاء - طَيَّ الليالي - دفين |
وهو نعم الفتى إذا حَزَبَ الأمرُ |
معيناً يسمو بمعنى المُعين |
قد نمته إلى المعالي فعال |
زانها بالتقى وطَبْعٍ متين |
خلق ناضر وقلب طهور |
وصريح جَلْدٌ مزيج بلين |
ليس هذا بدعاً غريباً على من |
هو يُنْمى إلى الرسول الأمين
(2)
|
عاش في هذه الحياة كريماً |
ذا صفات غُر وعِرْضٍ مصون |
وتوفاه ربه طيب الذكـ |
ـر كريم المحيا، كريم الدفين |
يا أخي!. يا أخي وأستاذي الفا |
ضل من خصنى بود ثمين |
أنت نعم الفتى إذا حدَّث النا |
س بما فيك من خصال ودين |
طيب الله بالمحامد ذِكرا |
ك وَمَثْوَاكَ بالغَمَام الهتون |
وسقاك النمير من كوثر الجنـ |
ـة حُلْو المذاق عذب المَعين |
وَتَلَقَّاكَ بالنعيم وبالنَّضْر |
ة في الخلد في قرار مكين |
* * * |