ستبدي لك الأيام ما لست تَرْقُبُ |
وتَلْقى بها ما كنت لا تتوقع |
وسوف ترى ما لم تكن قد رأيته |
وتسمع ما لا كنت من قبل تسمع |
فإن هي أبدت ما يسر فلاقها |
كريماً ودع عنك الذي ليس ينفع |
وإن هي أبدت ما يسوؤك فاصطبر |
عليها عساها عن قليل تقشع |
فإن آدك الصبر الطويل على الأسى |
فلا تبتئس فالصبر للفوز مَشْرَع |
وكل امرئ لا بد في بعض حاله |
تجرع كأسَ المُرِّ أو سوف يجرع |
وكن أبداً في الحالتين محاذراً |
فإن الفتى من ليس بالأنس يخدَع |
فما الأسد الضاري بأجشع غاية |
من البشر الفتاك بل نحن أجشع |
وكن وسطاً لاَ يَعْرُكَ اليأسُ ما عرا |
مُلِمٌّ فإن اليأس للنفس مصرع |
ولا تَغْدُ إن ما سرك الدهر شامخاً |
بأنفك للمريخ أو تتخلّع |
فإن الفتى مَنْ: لا يَخِفُّ إذا انتشى |
سروراً، ولا إن مَسَّه الشّرُّ يجزع |
ومن إن رماه الدهر بالخطب فادحاً |
تبسم للبلوى ولا يتضعضع |
فما ضاق ذَرْعُ المرء بالعيش في الدُّنى |
إذا كان ذا قصد إلى الخير يَنْزِعُ |