وليلٍ كحظ الشرق أسودَ قاتمٍ |
أغارت دياجيه، وغارت كواكبه |
أسامره والقلب أسْيانُ كاظِمٌ |
كأني وَصَرْفُ الدهر جيش أحاربه |
ولكنّ لي في ما ألاقيه مَسْلَك |
تَأَبّى على الذل المُخيِّم جانبه |
تماسكت ما أسطيع
(1)
والدهر جاهد |
يغالبني حيناً وحيناً أغالبه |
يزيد شقائي في الحياة ومحنتي |
بمعنى أعانيه. وليل أصاحبه |
أيهبط بالحر الأبيّ زمانه |
وتعلو بمقتول الفؤاد مناصبه؟! |
ويُبْخس قدر المرء وهو مُبَجَّل |
وَيَرْفَعُ كَفَّ النذل - في الناس - رَاتِبُه |
ويسعى إلى العلياء - وَعْرٌ سبيلُها - |
أريب فيشقى بالذي هو راغبه |
يُغِذُّ إليها السير لم يَعْدُ مَرْكَبَا |
من الهول إلا وهو للمجد راكبه |
تثير كمين الغِلِّ قَوْلَةُ ناصح |
ويوغر صدر الظلم حقٌ وطالبه |
فمن كان حر النفس للضيم كارهاً |
فتلك على مر العصور مثالبه |
هو الدهر قد أعيا به القوم قبلنا |
فكيف - لنا فيما جناه نعاتبه؟ |
* * * |