شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثورة يأس
(كنت وصديقي الأستاذ الكبير المرحوم عبد الله عريف زميلين في ديوان التفتيش بوزارة المالية، ونظم قصيدة يوجه معناها إلى صديقنا الأستاذ الكبير الشاعر المرحوم حمزة شحاتة، وإن كنت لا أدري بماذا أجاب وهو - رحمه الله - في غنى عن الردّ على لسانه ولكني أجبت عن نفسي).
إلى الصاحب المُسْدى إليَّ عزاءه
بنظرة بَسّامٍ، وفكرة مِئناس
تراءت له الدنيا فأغراه ما رأى
من الزخرف البادي ومن ضجة الناس
وعَزّ عليه فِيّ ما قد بدا له
من الحزن في نفسي يُضَرِّم أنفاسي
فأزجي إليّ الشعر يؤنس وَحْشَتِي
ويكشف عن عَيْنَيّ منظارها الغاسي (1)
ويبعث في أعماق نفسي أثارةً (2)
من الأمل المدفون تنعش أَحْداسي
رويدك قد أسرفت لا تَغْلُ واقتصد
فلست - وعَمْرَ الله - ذا خُلُق جاس (3)
أخذت عليّ اليوم تجريدَ فكرة
وتحديد مقياس ورقَّة إحساس
وتحسب أني ضاق صدري لأنني
بُليتُ بطبع مُرْهف الذَّوق - شَمّاس (4)
وإني أرى الدنيا بعَيْنَيْ تشاؤم
وفكرة يأس في جَهامة عبّاس (5)
وماذا ترى؟ هل من جديد؟ لبئس ما
نراه!. وماذا غير عُقْم وإفلاس؟!
وماذا ترى؟ إلا شؤوناً أليمة
وماذا الذي نرجو من الزمن العاسي؟؟ (6)
شؤون يظل الفكر فيهن حائراً
ويُبْلِس في تكييفها أيَّ إبْلاس (7)
ودنيا يعيش الحُرُّ فيها مطوحا
تَنَاوَبُه شتى هموم وأتعاس
فلا العدل مضمون إذا الحق ضائع
ولا الرأي مكفول على شفّ قرطاس
أليس من الكبت المميت نفوسنا
وجاعلنا نمشي على غير نِبْراس؟!
وخَلْق كقُطْعان السّوام مُسوَّم
يعيش مع النسيان كالهَمَل الخاسي (8)
وكم هش للدنيا شباب وملؤه
شعور دُفاق في فداء وأحْلاس (9)
يصارع أرزاء الحياة بعزمة
ويَبْسم للبلوى بكل حماس
وكم جد للإصلاح شِيَبٌ وفتيةٌ
وشتى رجال من شعوب وأجناس
فناءوا بأعباء الرسالة، وانْثَنَوْا
ولم أدر ما يلقون في قَعْر أرماس
ضلال، وجهل، وافتقار، وقُحْمَة (10)
وفقدان انصاف وأوهام.. آراس
إلا هذه الدنيا فهل زُرْتَ بقعة
من الأرض ما أشقت ولم تَشْقَ بالناس؟!
أليست شؤوناً تُذْهِل العقل ربما
تزلزل في الإنسان إيمانه الراسي (11)
إذا المُثُل العليا بَدَتْ في وجودنا
مطالبَ مغرور وأحلامَ هَجّاس
فقل لي - رعاك الله - أيّ مبادئ
تُنَظِّمُ دنيا الناس أو أي مقياس؟!
ولست أرى ما أنت مبديه منطقاً
يصور ما تخفيه في قلبك الآسي
فقد رحتَ تشكو عثرةَ الجَدِّ حانقاً
تُنَدِّد بالمقدور، والزمن القاسي
وما اسطعتَ صبراً فانطلقت معبرا
عن الشكوى إيماء بمنطقك الكاسي
تناسيت قصد النصح أم هاجك الجوى
فهل كنت للذكرى القريبة بالناسي؟!
خبت جذوةُ الآمال والعمر رَيِّقٌ
فكيف إذا ما العمر شِيب بايبَاس
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :641  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج