الأماني!. - وفي الأماني: رضى النفـ |
ـس - ضلالٌ مما ضلالات نفس |
ورضاء النفوس أصداء حلم |
(1)
ساج في النفس بين قلب، ورأس |
وَيْحَ دهري -. وكيف لي بالتَّأسّي؟ |
ما زماني من الزمان المُؤَسّى |
حظُّ مثلي من دهره الغَبْنُ يَجْـ |
ـنيه وحظ النُّهى بِياعةُ بخس
(2)
|
كل حق الأديب في ذِمّة الأيا |
م: وجدانُه وإلهامُ دَرْس |
وهو - بعد الذي علمت - له المأ |
مل طاف على خيال وهجس
(3)
|
وخيال الأديب دنيا من الحس |
- ودنيا مما وراء الحس |
إنما الشاعرون في هذه الأر |
ض سكارى من غير خمر وكأس |
منطق واهِمٌ، وقلب أسيف |
كل حظي. ما بين يومي وأمسي |
منطق واهِمٌ؛ وما هو بالوا |
هم - حقاً - ولا أباطيلَ حَدس |
إنما هكذا تَخَال معانيـ |
ـه لقوم عن الحقيقة طُمس |
ونصيبي - وليتني لم أكن كنـ |
ـت - خُساس من الزمان الأخس |
لست أدري! أهذه قسمة الخلـ |
ـق جميعاً؟! أم تلك قسمة نفسي |
أَتُراني قد قُدَّ حظي من الصلـ |
ـد وغيري من الخدود المُلْس |
غير أن "التعويض" من سنة اللـ |
ـه نظاماً في كل شيء وجنس |
فَقِهَتْهُ العقولُ حيناً ولكن |
عجزت عنه تارة أي عَجْس
(4)
|
حيرة تعتري المفكر، إمّا |
أرسل العين واليدين لَجِسّ |
نفر جاهل تخَرُّ له النَّعمـ |
ـةُ ما شاء في افتضاح وهَمَس |
يُرْجِعُ الطرفَ موكبه الضخـ |
م حسيراً يغشى العيون ويُغْسي
(5)
|
يتصدَّى كأنه الصنم الأجـ |
ـوف إذ يُرْتجَى لسعد ونحس |
والطيور التي تغرد بالأيْـ |
ـك شَجِيَّ الغناءِ أرخَم جَرْس |
هائمات كأنما النِّعمة الصمـ |
ـاء وَقْفٌ على القلوب الخُرْس |
عجب هذه الحياة امتناع |
لأحقائها، وكوثر المُتَحَسِّي! |
والحياة العَجْباءُ خَلْطٌ: حداد |
عن فقيد وفرحة حول عُرس |
ومخاليق رهن بؤس تعاني |
شظف العيش بين ظل وشمس |
حظها خُبْزَةٌ وَفَضْلَةُ أكل |
بين عُرى آنا وآنا بلِبْس |
ومخاليق في النعيم تَمَرَّغَـ |
ـنْ فَأَمْرَغَن في نسيج الدِمَقْس |
تتراكضن من ظلام نفوس |
في علّي من المنازل قُعْس |
مثلما تركض الدعاميل
(6)
في الما |
س بليل والناس أحلاس نَعْس |
وعجيب يستطعم الرجل العيـ |
ـش هنيئاً كما يشاء بأُنس! |
وأخوه الإنسان يرسف في البؤ |
س كظيماً فأين منا المُؤَسِّي؟!. |
عش إذا شئت في الحياة خَلاقاً |
بضمير غافٍ غليظ المَجَسّ
(7)
|
ترتضي زخرفَ الحياة وتُؤويـ |
ـك أفانينُها إلى حيثُ تُرسي |
فإذا كنت - والسعادة واتتـ |
ـك - غَبِيَّاً
(8)
من الغُبِي بأس |
فنعما أوتيت من غَدَق الحَظ |
- وفيراً من غير حَيْف وَوَ كْس
(9)
|
وإذا لم تكن - مع الأسف البا |
لغ يغشى - رفقاً بحظك - حسي |
لَقَّنَتْك الأيامُ - وهي عظات |
في فنون الحياة أبلغَ درس |
قصة فالقضاء كاتبُ أحدا |
ثٍ وهذي الدنيا صحيفةُ طِرْس |
تتوالى في كَرَّة الفَلَك الدّوا |
ر صُبْحاً في منظر ثم تُمسي |
نحن أشخاصها فمن أكمل الدَّ |
وْرَ توارى فيما وراء الحس |
والليالي طاحونة تمضغ الحيّ |
- وتقضي على البقايا بِهَرْس |
والحياة الحياة ولاّدة تقـ |
ـتل أولادها بناب وضِرْس |
وشكول الحياة ميراثنا الخا |
لد يُفضي أنس بهن لأنس |
كل ما قد نراه من صور اليو |
م جديداً له مساس بأمس |
وحياة الإنسان كالفُلْك في اليَـ |
ـمِّ على شِقَّتْيَ جوىً وتأسى |
أنا - والله - لست بالخامد الهمـ |
ـة أو هامد العزيمة جِبْس
(10)
|
صارعتني الخطوب حتى كأني |
وخطوب الزمان صاحب مَس |
قد مللت الضنى وأرهقني الدهـ |
ـرُ فليتني أفر منه لِرَمْسي
(11)
|
فلعلي أحس في الرمس نُعما |
ي وأحيا فيه مَلاوةَ أنس
(12)
|
وأحس النعمى هناك إذا ما |
بعد العهد إذ يطول ويُنسي |
تلكمو فترة من الزمن الميـ |
ـت تمضي لغاية بعد حبس |
فهي إما إلى مصير الضلالا |
ت تُوَفَّى هناك كأساً بكأس |
أو إلى نعمة الخلود هنيئاً |
برفاق المُنى وحور لُعْس |
عَلَّني إذ يضمني العفو واللَّـ |
ـهُ كريم - أمضي لروضة قدس |
ذاك حَدْسي وويح نفسي إذا ما |
خاب حَدْسي لدى عَيان وَلمْس |
وتجلَّى الإله في منصب الحُكْـ |
ـم وعاد الأحياء من بعد دَرْس |
وانجلى حاجب الخفاء فيبدو |
كل أمر من غير فَوْت ولُبْس
(13)
|
غير مجديك أن تحوك على اللـ |
ـه ستاراً من الخفاء ودَسّ |
هو من يسمع الهمس وأخفى |
ويرى خفقة اللُّهاةِ بِنَبْس |
فاتخذ من فَعَالك الطيب اليو |
م لعقبى الحياة أطيبَ غِرْس |
ذاك أولى الأسلوب بالخير والنُّجْـ |
ـح وأقوى البناء من كل أس |
يا لنفسي!. إذا ظننت بها الخيـ |
ـر صار المآل فيها لعكس |
* * * |