شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زفْرة
الأماني!. - وفي الأماني: رضى النفـ
ـس - ضلالٌ مما ضلالات نفس
ورضاء النفوس أصداء حلم
(1) ساج في النفس بين قلب، ورأس
وَيْحَ دهري -. وكيف لي بالتَّأسّي؟
ما زماني من الزمان المُؤَسّى
حظُّ مثلي من دهره الغَبْنُ يَجْـ
ـنيه وحظ النُّهى بِياعةُ بخس (2)
كل حق الأديب في ذِمّة الأيا
م: وجدانُه وإلهامُ دَرْس
وهو - بعد الذي علمت - له المأ
مل طاف على خيال وهجس (3)
وخيال الأديب دنيا من الحس
- ودنيا مما وراء الحس
إنما الشاعرون في هذه الأر
ض سكارى من غير خمر وكأس
منطق واهِمٌ، وقلب أسيف
كل حظي. ما بين يومي وأمسي
منطق واهِمٌ؛ وما هو بالوا
هم - حقاً - ولا أباطيلَ حَدس
إنما هكذا تَخَال معانيـ
ـه لقوم عن الحقيقة طُمس
ونصيبي - وليتني لم أكن كنـ
ـت - خُساس من الزمان الأخس
لست أدري! أهذه قسمة الخلـ
ـق جميعاً؟! أم تلك قسمة نفسي
أَتُراني قد قُدَّ حظي من الصلـ
ـد وغيري من الخدود المُلْس
غير أن "التعويض" من سنة اللـ
ـه نظاماً في كل شيء وجنس
فَقِهَتْهُ العقولُ حيناً ولكن
عجزت عنه تارة أي عَجْس (4)
حيرة تعتري المفكر، إمّا
أرسل العين واليدين لَجِسّ
نفر جاهل تخَرُّ له النَّعمـ
ـةُ ما شاء في افتضاح وهَمَس
يُرْجِعُ الطرفَ موكبه الضخـ
م حسيراً يغشى العيون ويُغْسي (5)
يتصدَّى كأنه الصنم الأجـ
ـوف إذ يُرْتجَى لسعد ونحس
والطيور التي تغرد بالأيْـ
ـك شَجِيَّ الغناءِ أرخَم جَرْس
هائمات كأنما النِّعمة الصمـ
ـاء وَقْفٌ على القلوب الخُرْس
عجب هذه الحياة امتناع
لأحقائها، وكوثر المُتَحَسِّي!
والحياة العَجْباءُ خَلْطٌ: حداد
عن فقيد وفرحة حول عُرس
ومخاليق رهن بؤس تعاني
شظف العيش بين ظل وشمس
حظها خُبْزَةٌ وَفَضْلَةُ أكل
بين عُرى آنا وآنا بلِبْس
ومخاليق في النعيم تَمَرَّغَـ
ـنْ فَأَمْرَغَن في نسيج الدِمَقْس
تتراكضن من ظلام نفوس
في علّي من المنازل قُعْس
مثلما تركض الدعاميل (6) في الما
س بليل والناس أحلاس نَعْس
وعجيب يستطعم الرجل العيـ
ـش هنيئاً كما يشاء بأُنس!
وأخوه الإنسان يرسف في البؤ
س كظيماً فأين منا المُؤَسِّي؟!.
عش إذا شئت في الحياة خَلاقاً
بضمير غافٍ غليظ المَجَسّ (7)
ترتضي زخرفَ الحياة وتُؤويـ
ـك أفانينُها إلى حيثُ تُرسي
فإذا كنت - والسعادة واتتـ
ـك - غَبِيَّاً (8) من الغُبِي بأس
فنعما أوتيت من غَدَق الحَظ
- وفيراً من غير حَيْف وَوَ كْس (9)
وإذا لم تكن - مع الأسف البا
لغ يغشى - رفقاً بحظك - حسي
لَقَّنَتْك الأيامُ - وهي عظات
في فنون الحياة أبلغَ درس
قصة فالقضاء كاتبُ أحدا
ثٍ وهذي الدنيا صحيفةُ طِرْس
تتوالى في كَرَّة الفَلَك الدّوا
ر صُبْحاً في منظر ثم تُمسي
نحن أشخاصها فمن أكمل الدَّ
وْرَ توارى فيما وراء الحس
والليالي طاحونة تمضغ الحيّ
- وتقضي على البقايا بِهَرْس
والحياة الحياة ولاّدة تقـ
ـتل أولادها بناب وضِرْس
وشكول الحياة ميراثنا الخا
لد يُفضي أنس بهن لأنس
كل ما قد نراه من صور اليو
م جديداً له مساس بأمس
وحياة الإنسان كالفُلْك في اليَـ
ـمِّ على شِقَّتْيَ جوىً وتأسى
أنا - والله - لست بالخامد الهمـ
ـة أو هامد العزيمة جِبْس (10)
صارعتني الخطوب حتى كأني
وخطوب الزمان صاحب مَس
قد مللت الضنى وأرهقني الدهـ
ـرُ فليتني أفر منه لِرَمْسي (11)
فلعلي أحس في الرمس نُعما
ي وأحيا فيه مَلاوةَ أنس (12)
وأحس النعمى هناك إذا ما
بعد العهد إذ يطول ويُنسي
تلكمو فترة من الزمن الميـ
ـت تمضي لغاية بعد حبس
فهي إما إلى مصير الضلالا
ت تُوَفَّى هناك كأساً بكأس
أو إلى نعمة الخلود هنيئاً
برفاق المُنى وحور لُعْس
عَلَّني إذ يضمني العفو واللَّـ
ـهُ كريم - أمضي لروضة قدس
ذاك حَدْسي وويح نفسي إذا ما
خاب حَدْسي لدى عَيان وَلمْس
وتجلَّى الإله في منصب الحُكْـ
ـم وعاد الأحياء من بعد دَرْس
وانجلى حاجب الخفاء فيبدو
كل أمر من غير فَوْت ولُبْس (13)
غير مجديك أن تحوك على اللـ
ـه ستاراً من الخفاء ودَسّ
هو من يسمع الهمس وأخفى
ويرى خفقة اللُّهاةِ بِنَبْس
فاتخذ من فَعَالك الطيب اليو
م لعقبى الحياة أطيبَ غِرْس
ذاك أولى الأسلوب بالخير والنُّجْـ
ـح وأقوى البناء من كل أس
يا لنفسي!. إذا ظننت بها الخيـ
ـر صار المآل فيها لعكس
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :588  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 84 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج