ساءلت شيخاً قد حَنَتْ |
كتفيه أحداثُ الدهور |
أبتاه!. ماذا تبتغي |
في الأرض تنظر إذ تسير
(1)
|
فأجاب: إني قد أضعـ |
ـت شبابي الغضَّ النضير |
ذاك الذي ما كان يعـ |
ـبأ باليسير ولا العسير |
لا يعرف الجبن الذليـ |
ـل ولا يلامسه الفتور |
فلمحت فلسفة السنيـ |
ـن وحكمَة القلب الكبير |
وطَفِقْتُ أسأله أحا |
ديث الكبير إلى الصغير |
أبتاه!. أسهب في الحديـ |
ـث بما خَبُرت عن العصور |
أبتاه!. أُسْدُ النصح لي |
من قلبك الصافي الطهور |
فأجاب في يسر: يلو |
ح بوجهه فرط السرور |
إني لدي من النصا |
ئح ما حوى الشيء الكثير |
إن شئت لخصت النصيـ |
ـحة في المفيد وفي القصير |
حاذر بُنَيَّ فلا يضيـ |
ـع شبابك الزاهي المنير |
في غير ما عمل يفيـ |
ـد ولا يمازجك الغرور |
فأصخت للنصح السديـ |
ـد يبثه الشيخ الوقور |
وأتيت للأستاذ أسـ |
ـأل أن يجوز عن القصور |
وأؤكد العهد الجديـ |
ـر بأن تُوَفّيَه الصدور |
إنا سنعمل للنجا |
ح بما نطيق ولا نخور |
وَلْيَشهدِ الرجل الوقو |
ر ويشهدِ الجَمْع الحُضور |
كل يَنِمُّ على أخيـ |
ـه إذا أتى اليوم الخطير |
عدل الشهادة حين لا |
تجدي الشهادة والنكير |
إذ ليس تنفعنا الشفا |
عه من شفيق أو عذير |
إذ لا يفوز بقَسْمِه |
إلا الدءوب المستنير |
فلسوف يَبْلغُ ما يرو |
م وتلك عاقبة الصبور |
من راح يذكر الدرو |
س لدى الأصائل والبكور |
ولغيره الألم الممض |
فلا عذير ولا نصير |
ولنجعل البدء النضيـ |
ـر إذاً من اليوم النضير |
فاليوم يوم حافل |
بالذكريات، وبالحبور |
يوم أقام لنا المعلـ |
ـم منه تمثال النشور |
كيما نُعِدُّ قوى الجها |
د لنبلغ الغرض الكبير |
ونُغِذُّ في السير المُجِدّ |
- فليس ثَمّ سوى شهور |
ما هُنَّ بالأمَد الطَويـ |
ـل ولسن بالأمد القصير |
من جَدّ أَجْدَتْه ومن |
أغفى فذيَّاك الخسير |
وإذا تعرضت الصعا |
ب سبيلنا عند المسير |
فلنحمل الأعباء في صبـ |
ـر وفي دَأَب جسور |
فالعلم مئذنة الضميـ |
ـر، وصوت وازعه الستير |
وصُوى سبيل الأمة |
العُزَّى لتقرير المصير |
يا طَيِّبَ النَفَحَات من |
قلب ومن عقل بصير |
يا حافِدَ العزمات شُكْـ |
ـراً بالنظيم وبالنثير |
لك في القلوب مكانة |
والله أعلم بالضمير |
تأتي الدهور على الدهو |
ر ولا تُغير على الصدور |
فاسم المعلم في القلو |
ب تَشِعُّ أحرفُه بنور |