شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ سعيد السريحي ))
ثم تحدث الأستاذ سعيد السريحي فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، نحمد الله ونستغفره، ونتوب إليه، ونسأله السلامة من العجب بما نحسن، والتكلف لما لا نحسن، ونصلي ونسلم على خير خلقه وخاتم أنبيائه. كنت أوثر أن أصمت لأن العرب قالوا ليس لمتأخر رأي، غير أن الرأي أصبح مشاعاً يتحدث فيه متأخر ومتقدم، من يعلم ومن لا يعلم على حد سواء.
- أقول ونحن نحتفي بهذا الحارثي أننا إنما نحتفي ببدوي، لم تستطع أرصفة باريس أن تدمل من قدميه آثار حجارة بلحارث. رجل قرأ هناك وأظن أن الفرنسيين بعده سيتحدثون لغتهم بلكنة حارثية، هذا العربي الأعرابي الذي يعرف من أين جاء وإلى أين ذهب لكأني به وقد نَّوه بما تفوَّه به لكأني به يستحضر عربياً قديماً يهتف:
أبني حنيفة امنعوا سفهاءكم
إني أخاف عليكم أن أغضبا
فلئن غضبت لتحدثن فضيحةٌ
تدع اليمامة لا تواري أرنبا
 
- أقول حينما يستعصم المرء بانتماء كهذا الانتماء، ويتجذر في مجتمع كهذا المجتمع فإنه عندئذٍ سيفتح أبواب بيته ونوافذه مشرعة ثقة من أن هذا البيت الذي بني على عمد لن تخلعه الرياح مهما كانت.
- وحينما نتحدث عن الشباب والدكتور فهد العرابي الحارثي على رأسهم فإنما نتحدث عن أولئك الذين امتلأوا ثقة بما هم منتمون له دنيا وثقافة وعرقاً. ولذلك لا يضيرهم أن ينهلوا من حيث شاءوا، فهم يعرفون أن هذا التراث أكثر عراقة من أن تزوبعه الرياح.
- وذلك ما كان ينهجه الحارثي في اليمامة حينما نأخذ اليمامة على أنها قسم ثقافي ونعلق عليه ما شئنا من الريب فإننا نتناسى المجلة كاملة، هذه المجلة التي تفاتح قارئها في كل عدد من أعدادها بما هو متجذر في مجتمعه هماً ووعياً، ولتنتهي به بمنحنى الوداعة بما هو أيضاً متجذر في هذا المجتمع هماً ووعياً كذلك.
- هذا الانتماء الذي تنتميه المجلة لهذا المجتمع هو الذي يفسر لنا كل جزئية من جزئياتها، ولذلك لا ينبغي أن تفصل ما ينهض به القسم الثقافي فيها عن بقية الأقسام. أقول إن الحديث عن الألسنية أو البنيوية أو ما شئنا حديث ينبغي أن يكون حديثاً علمياً، حديثاً ينطلق من الوعي بالمنهج الذي يتخذه. لقد استخدم أسلافنا المناهج في مختلف العلوم، وظلوا إسلاميين كما هم، واستطاعوا أن يفصلوا المنهج الذي استخدموه عن المواضيع التي استخدمت فيها. والمنهج لا يصبح منهجاً علمياً إلاَّ حينما يستطيع الانفكاك عن موضوعه ويصبح قابلاً أن يطبق على أي موضوع آخر. علم الجرح والتعديل جاء من الحديث ولكنه طبقه في تمحيص روايات التاريخ كذلك. وعلم الجبر انبثق من علم المواريث، ثم أصبح علماً مستقلاً بإمكاننا أن نحسب به الزكاة، كما أن بإمكان المحاسب في البنك أن يحسب به أرباح الربا أيضاً. فقيمة المنهج هو الانفصال والانفكاك. وحينما يستشهد ببعض الذين أساءوا إلى ديننا فإنما أساءوا له لفلسفتهم التي ينبثقون منها، وليس لمناهجهم التي يتعاطون بها المعرفة. ذلك ما ينبغي أن نفقهه قبل أن نخوض في أمور ونحمل أنفسنا فوق ما تحتمل.
- ليس من اللائق أن نتحدث حديثاً ثقافياً بحتاً في أمسية أعدت لتكريم الرجل. لست أريد أن أطيل أستميحكم العذر، وأشكركم على الإِصغاء وشكراً جزيلاً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :608  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج