العيد ما عمر القلوب مسرّة |
لا زينة رُسِمَتْ على أشباح |
رب امرئ يختال في أثوابه |
وفؤاده قد غَصَّ بالأتراح |
دامٍ تمزقه الكلومُ وربما اَسْـ |
ـتدعى المنونَ تَقَرُّحُ الأجراح |
يمشي كما تمشي الخلائق إنما |
صاحي الضمير بغير بال صاح |
هم يفرحون بعيدهم ويغردو |
ن ويبسمون برَوْحَة وسرَاح |
يستقبلون الفجر ضاحكاً على |
شفتيه طلع نضارة الإصباح |
لكنه لا يستبين بعينه |
ما يرتأون من الصباح الضاحي |
قد ساوت الآلام في نظراته |
ما بين أمسية، وبين صباح |
فالعيد في القلب الطري وليس في |
قلب الشجي المُوجَع الملتاح
(1)
|
ما العيد في الثوب الجديد وليس في |
حلو الطعام، وشائق الأقداح |
ما العيد في الفَرْش الوثير وليس في |
رِئيِ الشكول وظاهر الأفراح |
وصناعة الزينات زاهية هنا |
وهنا مُوَشَّاة بنَوْرِ أقاح |
وتبادل الكلمات رائعة بما |
أوتيت مقدرة على الإفصاح |
فكلام هذا الناس ترديد لما |
ألفوه عند تفجع، ونجاح |
والعيد، واليوم السعيد، وما دروا |
منه الصحاح ومنه غير صحاح |
رب امرئ قد سار بين صفوفهم |
وفؤاده في شاغل ملحاح |
ما شغله إلا الوفاء لمخلص |
جم الوفاء مُزَيَّناً بصَلاح |
أفضى إليه بنفسه وبسره |
فيما يسر وحادث مجتاح |
هو ضِنّه للنّائبات وإنه |
ليراه - بعد الله - خيرَ سلاح
(2)
|
ولِصُحْبَةٍ تحلو الحياة إذا همو |
بَدَرُوا لجد أو لساع مَرَاح
(3)
|
ولموطن بالذكريات مُجَلَّل |
فياضة من غابر لمّاح |
هو أهله ودياره وغرامه |
ومناه في كد وفي استرواح |
يرنو إليه ومأمل بفؤاده |
ضاف تدفق مُتْرَعَ الأقداح |
لو ساد هذا الحب أفئدة الورى |
عاشوا بخير دائم وفلاح |
ورأيت بينهمو السماحة عَوْض ما |
بين الورى من جفوة وتَلاَح |
هذا هو العيد السعيد فليتنا |
نصحو على عيد بكل صباح |
* * * |