شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العيد
(بمناسبة عيد الفطر المبارك عام 1365هـ بمصر).
العيد ما عمر القلوب مسرّة
لا زينة رُسِمَتْ على أشباح
رب امرئ يختال في أثوابه
وفؤاده قد غَصَّ بالأتراح
دامٍ تمزقه الكلومُ وربما اَسْـ
ـتدعى المنونَ تَقَرُّحُ الأجراح
يمشي كما تمشي الخلائق إنما
صاحي الضمير بغير بال صاح
هم يفرحون بعيدهم ويغردو
ن ويبسمون برَوْحَة وسرَاح
يستقبلون الفجر ضاحكاً على
شفتيه طلع نضارة الإصباح
لكنه لا يستبين بعينه
ما يرتأون من الصباح الضاحي
قد ساوت الآلام في نظراته
ما بين أمسية، وبين صباح
فالعيد في القلب الطري وليس في
قلب الشجي المُوجَع الملتاح (1)
ما العيد في الثوب الجديد وليس في
حلو الطعام، وشائق الأقداح
ما العيد في الفَرْش الوثير وليس في
رِئيِ الشكول وظاهر الأفراح
وصناعة الزينات زاهية هنا
وهنا مُوَشَّاة بنَوْرِ أقاح
وتبادل الكلمات رائعة بما
أوتيت مقدرة على الإفصاح
فكلام هذا الناس ترديد لما
ألفوه عند تفجع، ونجاح
والعيد، واليوم السعيد، وما دروا
منه الصحاح ومنه غير صحاح
رب امرئ قد سار بين صفوفهم
وفؤاده في شاغل ملحاح
ما شغله إلا الوفاء لمخلص
جم الوفاء مُزَيَّناً بصَلاح
أفضى إليه بنفسه وبسره
فيما يسر وحادث مجتاح
هو ضِنّه للنّائبات وإنه
ليراه - بعد الله - خيرَ سلاح (2)
ولِصُحْبَةٍ تحلو الحياة إذا همو
بَدَرُوا لجد أو لساع مَرَاح (3)
ولموطن بالذكريات مُجَلَّل
فياضة من غابر لمّاح
هو أهله ودياره وغرامه
ومناه في كد وفي استرواح
يرنو إليه ومأمل بفؤاده
ضاف تدفق مُتْرَعَ الأقداح
لو ساد هذا الحب أفئدة الورى
عاشوا بخير دائم وفلاح
ورأيت بينهمو السماحة عَوْض ما
بين الورى من جفوة وتَلاَح
هذا هو العيد السعيد فليتنا
نصحو على عيد بكل صباح
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :465  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.