لك الودُّ ما بين الضلوع غَميرُ |
ستيرٌ له في الخافِقَيْنِ عبير |
أَضِنُّ على الدنيا بسرِّي وإنما |
أبثّك ما يُخفي هوى وضمير |
وأشهد قد وَفَّيْتَ حُبّاً ونُصْرَة |
فلي أنت قبل العالمين ظهير |
رويك لا تحمل على قلب لاهف |
يكاد - من الشوق الكبير - يطير |
يحنّ إلى خير الربوع وعهدنا |
بها حيث جِلبابُ الشباب طرير |
وحيثُ نُرَوّي النفسَ من منهل المُنَى |
ومن كوثر الآمالِ - وهو نمير |
وحيث نقضِّي العيش رغداً منمنماً |
ونغشى مجال اللهو - وهو غضير |
وحيث تلقّانا النعيمُ بوجهه |
وهشّ لنا بشرٌ وفاض سرور |
وشعّ علينا - ثمَّ - والدهر باسم - |
شبابٌ على غَضّ النفوس منير |
مدارج أنس!.. طاب فيها مُقامنا |
كأنّا لنا فوق المَجَرّة دور |
تعاودني الذكرى فأجترُّ ماضياً |
يواكب ذكراه - جوى وزفير |
لقد كنتُ ريّانَ الفؤاد مغرداً |
بشعري وكلي بهجة وحبور |
مضى ذلك العهد النضير تتابعت |
على إثره - الأحداث وهي كثير |
فحلّ بنا ما حلّ بالناس قبلنا |
وروّعنا البين المريع يغير |
فشتت شملاً كان بالأمس عصبة |
يكاد - لها - عزم الزمان يخور |
وَوَدَّعنَا صَفْوَ الحياة ولم يعد |
لنا من تباريح الحياة مجير |
تقضّت ليالينا كَأَنْ لم تكن لنا |
وإنا - على أعقابها - سنسير |
مضى ذلك العهد النضير بما حوى |
فهل من رجاء والزمان يدور |
فتنعشُ آمال، وتحيا عزائم |
تكاد - إلى جوف الظلام - تغور |
وتسعدني البشرى. بشمل ململم |
على الحب. هل للموجعين بشير؟! |
بعثت إليك الشعر ينشر ما طوى |
فؤادي - وتشريح القلوب عسير |
تقبله إيماء إلى ما أكنه |
فشعري عن قلبي إليك سفير |