أتى الروض مُخْضَرَّ الخمائل طائرُهُ |
ووافاه من سَيْب السحائب ماطِرُه |
فمالت غصون الأَيْك من فَرْط شجوها |
يناشدها غِرّيدُها وتسايره |
ورفرفت الأوراق واخضَلَّت الرُّبى |
وفاح بعَرْف من شذى الزهر عاطره |
وَثَرّ عليه البدر نوراً مفضضاً |
فرقّت مغانيه ورفّت أزاهره |
وفاض على الوادي (سرور) ترنمت |
بأعذب ألحان الوفاء مزاهره |
غَدَوْتَ فَكان الشوق نحوك لا يَنيِ |
يساورنا آناً، وآناً نساوره |
وعُدْت، فقرت أعين طال سهدها |
حفاظاً على الودّ الذي أنت باذره |
وجاءت وفود الناس نحوك جَمَّةً |
تراوح دَوْح الحب ثم تباكره |
وسارت على الأفواه ذكراك والفتى |
حديث على الأيام تمشي سوائره |
سرت كأريج الورد شذّان عاطراً |
وما المرء إلا فعله ومآثره |
أحييك من قلبي وفكري وخاطري |
تحية مَنْ أصفاكَ بالود خاطره |
وإني لأرعى الود ما عشت جاهداً |
كما يحفظ الدر المُنَضَّد ذاخره |