يا طائر البان!. ما أشجاك أشجاني |
هَيَّجْتَ شجوي واَسْتَوْفَزْتَ أحزاني |
إن أنت أشجتك من دنيا الهوى شِرَعٌ. |
تقسو عليك فشرع الحب أشجاني |
فأنت تهوى غصين البان عن شغف |
وَخَصْلَةُ الريح تأبى هَدْأَةَ البان |
كما أحب وأُروي الحب صَفْوَ دمي |
وأخلص الحب عن طهر وإيمان |
فإن نعمت فساعات مبعثرة |
تسخو بهن الليالي بعض أحيان |
وما تكاد صروف الدهر تُمْهِلْني |
حتى تعود فما تنفك تغشاني |
حظي كحظك من دنيا الهوىَ محن |
كأنما محن الأيام تهواني |
وإن من نكد الأيام ترزؤني |
بمن إذا وَدّني بالود أشقاني |
كأنما تجد الأحزان فيّ أباً |
أُهَدْهِدُ الهَمَّ - رفقاً - بين أحضاني |
فَلْنَعْدُ عن غمزات الحظ غاشية |
نفسي ونفسك في عنف وعُدْوان |
وغنني وأغني عَلَّ فيه لنا |
سَلْوَى وَعَلَّ صروفَ الدهر تنساني |
يا طائر البان!. لا تجنح إلى هرب |
عني، وتجزع لصوتي أو لألحاني |
سَمْعَاً لنجواي.. نجوى طائر بشر |
أنا وأنت بدنيا الحب صِنوان |
إن فَرَّقَتْ بيننا في خلقنا صور |
لا فرق في الروح، بل تفريق ألوان |
فكم تَأَلَّفَتِ الأرواحَ عاطفةٌ |
ما بين بَهْمٍ وأطيار وإنسان |